مساء الأربعاء، وقعت قذيفة صاروخية على بعد متر واحد فقط من تجمع لأساتذة في جامعة تعز في السكن الجامعي أثناء انفجارات مخزن للأسلحة تابع لأحد ألوية الجيش في مبنى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة.
الدكتور عصام الشرعبي روى لـ"النداء" لحظة رعب عاشتها المدينة والسكن الجامعي الواقع على مقربة من موقع الإنفجار: "كنت ونحو 10 أساتذة في لحظة مقيل وسمعنا انفجارات هزت المبنى وشاهدنا قذائف صاروخية تتطاير في الجو، إحداها وقعت على بعد متر واحد من المجلس الذي نتجمع فيه، إذ سقطت القذيفة في مطبخ إحدى الشقق وأحدثت فتحة بعرض متر واحد، ولحسن الحظ لم يصب أحد."
تشير مصادر "النداء" إلى أن انفجار مخزن السلاح أتى عقب حريق في المبنى القديم للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، والذي يقع خلف المبنى الجديد في محيط ساحة الحرية وسط المدينة.
كانت المرافق العامة في المنطقة خلال السنوات الماضية ثكنات عسكرية ومقرات لقوات الجيش بما فيها الجهاز المركزي والمعهد الوطني للعلوم الإدارية. تم تقاسم مبنيي الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بين الجيش ورئاسة الجهاز، إذ بقي المبنى القديم مقراً تابعاً للواء 145 الذي يتبع قائد محور تعز.
تسببت انفجارات الذخيرة في المبنى المدني الذي تحول إلى ثكنة عسكرية بسقوط 11 ضحية، بحسب مصادر "النداء" في طوارئ هيئة مستشفى الثورة العام.
على مقربة من مخزن الذخيرة، انطلقت قذيفة صاروخية وسقطت في مبنى سكني أحدثت فيه أضراراً كبيرة.
يقول أهالي الحي إن إحدى الشقق في المبنى اخترقتها قذيفة صاروخية وأوقعت 3 أشخاص من أسرة واحدة ضحايا بإصابات متفاوتة، بينهم امرأة فقدت عينها بشظية وطفلة أصيبت إصابة بليغة في الساق، فيما أصيب رب المنزل بشظية في الكتف.
بحسب بيانات طوارئ مستشفى الثورة، فإن الانفجار تسبب بإصابات بعضها بليغة، وأغلب الإصابات كانت لمارة في الشوارع المحيطة بمكان الانفجار، إلى جانب أحد عناصر الدفاع المدني الذي تم نقله إلى المستشفى بعد تعرضه للاختناق خلال عملية إطفاء الحريق. تمكن رجال الإطفاء من إخماد الحريق الذي كانت ألسنته تقترب من إدارات الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وملفات نيابة الأموال العامة التي تتخذ من أحد أدوار الجهاز مقراً مؤقتاً لها.
تعرض المبنى القديم للجهاز المركزي لأضرار كبيرة، يشير أحد المواطنين، إذ اخترقت إحدى القذائف مكتباً تابعاً للجهاز وسقطت في أحد مساكن المواطنين.
تتناثر العديد من الأوراق الهامة بجوار مبنى الجهاز المركزي، يقول أحد أهالي الحي لـ"النداء": "مرت القذيفة من نافذة في المبنى الجديد وأصابت أحد الدواليب وأدت إلى تناثر أوراق هامة تم جمع العديد منها عقب الحادث من قبل حراس المبنى."
تتجمع العديد من الآليات العسكرية التابعة للجيش، حيث توجهت لجنة عسكرية صباح اليوم إلى المبنى للتحقيق في الحادثة. لم يحضر اليوم أي من موظفي الجهاز أو القضاة أو العاملين في نيابة الأموال.
تتخذ نيابة الأموال العامة إحدى حجرات مبنى الجهاز المركزي سجناً مؤقتاً للموقوفين على ذمة قضايا منظورة لديها. أكد لـ"النداء" مصدر أمني عدم سقوط ضحايا بين الموقوفين أو حراسة المبنى.
تحولت العديد من المرافق الحكومية والتعليمية منذ سنوات إلى مقرات تابعة لألوية الجيش؛ وفي أواخر أغسطس الماضي، كلف رئيس مجلس القيادة الرئاسي لجنة رئاسية لإخلائها من سيطرة الجهات العسكرية.
وقبل أسبوعين، تم إخلاء نادي الصقر من قوات شرطة الدوريات، وما زالت العديد من المرافق بما فيها المعاهد التقنية والصناعية في المدينة ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة تابعة لألوية محور تعز، فيما غادرت اللجنة الرئاسية برئاسة البرلماني علي المعمري قبل أسبوع إلى الرياض ولم تستكمل مهامها.
مساء أمس، عقب حادثة الانفجارات، أصدرت قيادة محور تعز روايتها عن الحادث مشيرة إلى أن الحادث بفعل انفجار بعض المقذوفات في المبنى المجاور لنيابة الأموال العامة الذي يستخدم كمخزن احتياطي لتسليح اللواء 22 ميكا. رواية الجيش قللت من عدد الضحايا واكتفت بذكر وقوع أربع إصابات فقط، فيما بررت وقوع الحادثة إلى حريق في إحدى غرف المبنى نتج عنه انفجار المقذوفات.