علقت بعض الدول طلبات اللجوء المقدمة من قبل اليمنيين، بينها دول أوروبية، وكانت آخرها مملكة هولندا، مسببة ذلك بأن المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، أصبحت آمنة.
بيد أن الغريب في الأمر، أن غالبية مسؤولي الحكومة ذاتهم، لا سيما الصفين الأول والثاني، لم يأمنوا على أنفسهم بالبقاء في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة، مفضلين الإقامة في عدد من دول المنطقة الحليفة والصديقة: بينها جمهورية مصر العربية، السعودية، الأردن، الإمارات، تركيا، وماليزيا، من بين دول أخرى..!
كما أن السفارات والقنصليات التي أغلقت أبوابها في صنعاء منذ بدء الحرب عام 2015، لم تعد افتتاح سفاراتها وقنصلياتها في عدن، التي أعلنتها الحكومة عاصمة مؤقتة لها، أو في أية مدينة أخرى، بعد ما يقرب من عقد من الزمن عن عمر الحرب، بما فيها الدول المتحالفة مع الحكومة، والتي قادت تحالفًا عسكريًا معها، ومثلت أطرافًا في الصراع، وفي صدارتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وحلفاؤهما الغربيون الداعمون لهما في حرب اليمن، وأبرزهم الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، بل إن الأعضاء الخمسة الدائمين في الأمم المتحدة الذين يعترفون بالحكومة، لم يعيدوا فتح سفاراتهم وقنصلياتهم في مناطق سيطرة الحكومة كمدينة عدن!
ويذكرنا واقع الحال بمثل شعبي في اليمن يقول: "لو كانت شمس لكانت أمس"!
ولا يعني هذا -بأي حال من الأحوال- أن المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين آمنة، فـ"الحال من بعضه"!