إن كانت الأمور، بعمومها، لا تسر.. هنا وهناك.. وخاصة بعد أن تناهت الأنباء إلى الأسماع تفيد بأن نتائج المفاوضات الأخيرة، هي الأخرى، مخيبة للآمال.. فمن أين، إذن، نستمطر الفرح، في وقت نكون بأشد الحاجة إليه في هذه الأثناء؟
من جهة الغرب.. ها هو سيأتي، وبكون العالم صار قرية يأتينا، أخيرا، خبر مفرح ومسر.. من فرنسا التي تستقبل ملايين المهاجرين، عربا ومسلمين، ومن العالم الثالث، الفارين، والناجين بأنفسهم وبجلودهم من البطش والفقر والجهل والمرض.
نعم من فرنسا تحمل الرياح أنباء تسر الخاطر، تراجع وتقهقر اليمين المتطرف بمواجهة اليسار الصاعد، كون اليسار سيشكل صعوده تيسيرا حقيقيا للجاليات العربية والإسلامية، على وجه الخصوص، بما أن هذه الجاليات عاشت في مرمى أخطار وتهديدات اليمين المتعصب.
نفرح، كعرب وكمسلمين، لأجل إخواننا وأبناء أمتنا وناسنا المقيمين هناك، وسنفرح أكثر، بصعود اليسار، حينما ينجز وعده بالاعتراف بدولة فلسطين العربية.
سنفرح، أيضا، بالنهج الذي سيختطه لمناصرة قضايا الشعوب الحرة، وقوفه إلى جانب الأقليات المستضعفة والمقيمة هناك، عندما نرى دسائس الصهيونية تضمحل حدتها وتتراجع مفاعيل سياساتها المهيمنة على أوساط اليمين المتطرف.
الشعوب العربية والإسلامية، وشعوب العالم الثالث معنية، أكثر من غيرها، بهكذا انتصار يؤازرهم ويناصر قضاياهم، ويقف، بالتالي، حاجزا منيعا أمام عبث قوى اليمين المتطرف، وللحيلولة دون مس المنجزات التي تحققت للجاليات العربية والمسلمة المقيمة في فرنسا.
تحية، في الأثناء، للقوى الناهضة في المجتمعات الأوروبية، بشكل عام، فهذه شعوب لا تسلم زمام قيادها للقوى المتكلسة المحنطة المتشرنقة، القادمة من وراء التاريخ، وغابر الزمن، فهي شعوب حية تعي مصالحها الحيوية جيدا، وتعليها فوق الأحزاب، فوق الأشخاص، وفوق كل الاعتبارات.
ومن أعالي البحار يأتيك، أحيانا، ما يبهجك ويسر ناظريك وخاطرك.