لتفادي سقوط المزيد من الضحايا في موسم الحج القادم (حتى يرث الله الأرض ومن عليها) جراء التعرض لضربة الشمس، وارتفاع درجة الحرارة، أثناء تأدية مناسك الفريضة، أقترح على السلطات السعودية، تسليم مظلة شخصية لكل حاج عند وصوله، ويأخذها معه في إيابه!
أرى بأن الأخذ بالمقترح، لن يكلف خزينة المملكة الثرية، غير قدر يسير من صافي ربحها، المتأتي من الحجيج والمعتمرين والزوار، وحبذا أن تكون جميع المظلات بلون ثوب الإحرام، حيث سيضفي جمالًا إضافيًا على مظهر عباد الله، فوق ما هم عليه بالثوب المحدد، كما أن من المعلوم بأن اللون الأبيض، هو أنسب الألوان لمقاومة أشعة الشمس، ويقلل من امتصاص درجة حرارة الجو، وإن كان الأكثر قابلية للاتساخ، غير أن من واجب كل حاج أن يحافظ على نظافة مظلته كثوب إحرامه، ومثلما ينبغي عليه أن يستقيم في سيرته، بعد أن تقرب من خالقه، والدعاء بأن يغفر له ما راكم من الذنوب في ماضي حياته، وتذكر ما قطع من وعود بألا يرجع لسابق عهده، وبالذات لصوص المال العام، وناهبي الأملاك الخاصة ، ومنتهكي حقوق الآخرين، ناهيكم عن القتلة وقطاع الطرق وفارضي الأتاوات، مهما حسبوا أو ظنوا أنهم يختلفون عن سائر البشر!
لو أخذت حكومة الشقيقة بمقترح المظلة، لا يحسب لها كأجر أو صدقة أو حسنة أو ثواب أو مكرمة، ولا حتى هدية، فالمظلة المنتظرة حق شرعي لكل حاج، والمملكة كقيومة على المكان الأقدس لأمة محمد، والمنتفعة من العائدات، ملزمة من خلال الهيئة المختصة بالحج، بالوفاء بالواجب البسيط (إلى جانب ما تقدم من خدمات منوطة بها) من أجل راحة ضيوف الرحمن، والحرص على أرواحهم، وبالمرة تضمن لنفسها تبرئة ساحتها من مسؤولية وفاة أي حاج بضربة شمس، لم يستخدم مظلة الوقاية المصروفة له، أثناء تنقلاته في عموم الحرم المكي الشريف، وذنبه على جنبه، إن نسي أو تكاسل، وإن أضاع مظلته يدفع ثمن البديل، أو يبحث عن مكان يتفيأ أو يبرد فيه، حتى يلطف الجو في الأماكن المكشوفة، وتخف حرارة أشعة الشمس!