(يا صنعاني!) أبو سلوى.. زميلة صحفية رشيقة القلم.. لكنها تظهر وتختفي مثلها مثل القمر قبل أن تطأه اقدام الاميركيين، ولا تتحدث كثيراً عن ابيها وكأنه غير موجود.. محمد سعد الصنعاني.. في لحج يرجعون اسماء سكان مدنها في الحوطة، عاصمة السلطان.. والوهط عاصمة السادة، وفيهم عمر الجاوي، وفيهم ايضاً الخواجة عبود.!
هل جدودك من جاوة يا أستاذ عمر..؟ حك شعره قبل ان يغزوه الصلع وقال: يا ابن ابوك (واحياناً يقول لي يا ابن امك حين لا تعجبه اسئلتي) احنا في لحج كلها، مدناً وقرى حاضرة مدنية كأجمل ما يكون.. اخلاط من البشر كأنهم عقدوا العزم على التجمع هنا من كل بلاد الارض.! وكالجاوي فينا المصري، والبصري، والشامي، والصنعاني، والذماريون والذماريات، وفينا من بلاد الحبشة والصومال وبلاد تركب الافيال! كما يقول السعدني الساخر المصري الكبير.. لهذا.. يا ابن امك! فإن محمد سعد الصنعاني، يرجع نسبه الى جدوده الصناعنة.! نقطة اخر السطر.
لوعتي.!! وما بعدها.. والاشواق.. يأمروا
دمعي على خدي يسيل.. يأمروا.. يغرد بها الفنان الجميل عبدالكريم توفيق الذي كشفه للفن الموسيقار محمد سعد الصنعاني واعتنى به.. لحن له ليقدم به أعذب ألحانه للفن اللحجي الاصيل.. وقد فعل.. ولعل الصنعاني من أندر فنانينا الذي يكتبون الحانهم بالنوتة.. وربما اللحجي الوحيد الذي يفعل ذلك.. وكان من حظ الصنعاني ان يكون تلميذاً نجيباً في مدرسة الامير احمد فضل بن علي محسن القمندان..
التقيته في الحوطة في مهرجان احياء ذكرى القمندان لذكراه الخلود.. وفي المهرجان الحاشد الذي اعاد الروح للحج الخضيرة، وحضره كل اهل الفكر والثقافة والفن في عدن واليمن، وعلى رأسهم الامير محسن احمد مهدي الفنان والمخرج التلفزيوني الذي جاء خصيصاً للمشاركة في المهرجان من لندن.! ورقص وغنى واشترح في محفله وحسب الساعة بجيل كما قال سبيت.!
في هذا المهرجان قدم الصنعاني للمهرجان اهم دراسة عن حياة وفن الامير القمندان- منشورة ويكيبيديا لمن اراد الاستزادة- وتلاها على الجمع من الحاضرين لتثير اعجاب المهرجان مما اثار اعجاب السيد عبدالرحمن الجفري، الذي شرفني بالجلوس بجواري.. وقام واحتضنه مباركاً ومهنئاً!
الا ما رحمني.. ما رحمني.. صاحب الخد الاسيل... لوعتي.!! قال صديقي حسين النعج، وايد قوله صديقي حامد جامع: بيت الصنعاني في لحج دوار كبير كبيوت العمد - جمع عمدة- الجاوع يدخل فيجد طعاماً يأكله.. والهاوي يدخل فيجد طرباً اصيلاً يسمعه.. والفنان يطلب لحناً من الصنعاني فيكتبه.!!
الا. لوعتي.! كان عبد الكريم توفيق في سن العاشرة حين صادفه الصنعاني في سوق الحوطة.. سمعه يتكلم.. وربما كان يحاول ترديد اغنية ما كانت رائجة وقتها، لعلها سألت العين لحمدون من بن هادي سبيت.. واعجبه صوت عبدالكريم.. ناداه:
تعال يا وليد.. تعال.. تبا تقع فنا مطرب؟
في فرح اجابه عبدالكريم توفيق: يه.. يه..
ها شعني با افننك.. اتبعني!! وكان موعد عبدالكريم توفيق في مشواره الفني قد بدأ.
ألا با تهجد بك.. با تهجد بك بأشواقي هجود.!!
لكن ويش هو ذا الهجود يا استاد؟
انت ماشي حولك.. انته غني وبس!!
الا يأمروا.!! دمعي على خدي يسيل.. يأمروا.. الا تعلمين يا سلوى، يا صاحبة القلم الصحفي الرشيق انك ابنة فنان عريق يحفر الحانه وكأنه يكتب نوتتها على الصخر؟ لا اظنك تهتمين.