قارئان يعلقان على مقال نائف حسان
إنتصار للمواطنة
ما إن دخلت قوات الاحتلال الأمريكي العراق حتى انطلق مارد الطائفية يهدد بطوفانه ليس العراق وحده بل سائر دول منطقة الشرق الأوسط. وفي اليمن ظهرت مفاهيم غريبة ودعوات عنصرية جاهلية مقيتة يتم الزج بها عنوةً حتى أصبحت تحتل حيزاً خطيراً ملقية سحباً ثقيلة ومعتمة على مسلمات الدين في نبذ العصبية والفئوية وعلى قضايا الوطن وثوابته التي لا تحتمل اللعب على متناقضاتها. وبدت المؤشرات تدل على أن هناك من يريد لليمن أن يكون المرشح التالي لأعمال الفوضى والاضطراب الايديولوجي الجهوي، وتم استدعاء معارك السنة والشيعة في العراق وملابساتها واسقاطها على الواقع اليمني. الأمر الذي ينعكس سلباً على شكل واقع اجتماعي مأزوم وعلاقات تتسم بالتوتر والخوف.
اليوم نرى دعوات المناطقية التي لا تقل سوءاً وجاهلية عن سابقتها، تطل برأسها على صورة العديد من التناولات الصحفية التحريضية. والمؤسف في الأمر والخطير في نفس الوقت أن يتصدى لهذا الأمر شخصيات نربأ بها عن الوقوع في هذا المنحدر خاصة وهي من نخبة المجتمع كالكتاب والصحفيين والشخصيات المعروفة، سواءً كان ذلك عن قصد وتعمد من قبل البعض أم أنه ناتج عن سوء تقدير وقصر النظر كا لدى البعض الآخر لكن النتيجة واحدة في كلتي الحالتين. فإثارة النعرة الطائفية أو المناطقية لعب بالنار التي يحترق بنارها الجميع. وهذا لا يعني الدفاع عن خطأ أو جريمة يرتكبها أي كان. إنما من أجل لفت الأنظار والتنبيه على مخاطر قد تبدو هينة ومستبعدة لكن تناميها واتساعها في و سط اجتماعي لا ينقصه الكثير من جوانب التأزم والاحتقان. لا يبعث على الارتياح. وفي اعتقادي الأمر لا يتعدى الشأن العابر في مثل هذه التناولات خاصة وأنها من شخصيات نعزها ونحترمها لانها معروفة بالمسؤولية. كما أن الظروف والتداعيات التي يعاني منها المجتمع تستدعي سد هذه الفجوة وعدم إتاحة الفرصة لأصحاب النزعات العنصرية المريضة بالعبور منها لإحداث المزيد من الشروخ والانقسام في الجسد اليمني المثخن، ونحن إذ نؤكد على الدور الممتاز الذي تضطلع به المنظمات الحقوقية والصحافة لابراز قضايا الفساد وانتهاكات حقوق الانسان إلى السطح في سياق الدعوة لمعالجتها والتصدي لها، لكن يجب أن لا نسمح للعاطفة المندفعة أو المرارة والشعور بالغبن بالذهاب بنا إلى إرتكاب الأخطاء والتجاوزات في سياق تصدينا للاخطاء والتجاوزات. وفي نفس هذا السياق مطلوب من الصحافة والمنظمات المدنية والكتاب والمهتمين أن يأخذوا في الاعتبار وجهة النظر الأخرى وكم كان جيداً في هذا المجال أن يقوم آل المصلي بالرد والتوضيح لملابسات قضيتهم الحقيقية وهذا لا يعني أننا لا نتضامن مع الضحية (طه العواضي) أو نظرائه من الجهة المقابلة، أو أننا لا ندين جريمة القتل وإزهاق الأرواح. لكن هل ملابسات المشكلة كما أبرزتها بعض الصحف من كون عشرات من آل المصلي حاولوا إختطاف الطفل «العواضي» عند عودته من المدرسة ولما لم يتمكنوا من ذلك أطلقوا عليه النار ليردوه قتيلاً؟ فهل مثل هذا السيناريو معقول؟ أم أن القضية «حدوث شجار بين والد الضحية وبعض اقربائه من ضمنهم الشاب طه العواضي مع آل المصلي وبع ذلك حدث ما حدث»؟ وهل الصورة التي يتعمد نشرها في الصحف للمجني عليه «طه العواضي» حديثة أم أنها استخرجت من إرشيف يسبق توقيت هذه الاحداث لسنوات غير قليل بهدف الإثارة ومزيد من التوظيف؟... حادثة أخرى في سياق هذه المشكلة لا يمكن نكرانها تثبت أن أفراداً من آل العواضي هاجموا الشيخ المصلي وحاولوا اختطافه من احد الحمامات البخارية الامر الذي اسفر عن اشتباكات خلفت مصابين وضحايا. ثم بعد ذلك ماذا لو تساءلنا عن ما هو حجم ردود الفعل ونوعيتها لو كان عشرات المسلحين من قبيلة العواضي الذين اقتحموا العاصمة وهاجموا المنازل، هم من سنحان؟ أسرد هذه التساؤلات كما اسلفت لا للدفاع عن أحد ولا لتبرير جرم القتل أو الاغتصاب من قبل أحد والقول الفصل في هذا المجال للقضاء وللعرف المتعارف عليه في مثل هذه القضايا في حال حدوث مقاربة بين قضية أخرى هي قضية القتيل «الحامدي» الذي قتل في حراج الصافية قبل أشهر فالجميع يدينون ويجرمون هذا السلوك الشائن ويتضامنون مع أسرة القتيل ويقفون معهم بكل قوة ليقول القضاء كلمته في الاقتصاص من الجاني. لكن عديد صحف تبتعد عن الانصاف والموضوعية والحياد عندما تشير إلى أن «الحامدي» قتل لمجرد أنه لم يكن يملك المبلغ المستحق كقيمة للسلعة التي أرجعها الجاني فما كان من الاخير إلا أن صوب مسدسه في رأس المجني عليه، والواقع يحكي أن الحامدي وجماعة من زملائه في سوق الحراج دخلوا في مشادة مع الجاني الذي كان وحيداً وقاموا بضربه والاعتداء عليه، وبفعل من سورة الغضب عاد الجاني بصحبة بعض اقاربه للانتقام فكانت الجريمة المدانة بكل حالٍ.
في الختام أخلص إلى أن لكل قاعدة شذوذ وإنحراف ومن الظلم والخطأ تعميم السلبيات على آلاف إن لم نقل عشرات آلاف المواطنين في أي بلدة ومحافظة بما تشمله من شخصيات شريفة ونزيهة صغيرة كانت كبيرة ولنا في وقوله تعالى: «ولا تزر وازرة وزر أخرى»، خير شاهد ودليل. وفي الاخير هذه رؤيتي ولا أدعي الكمال والخلو من التقصير والعاطفة واتوجه بخالص الشكر والتقدير لصحيفة «النداء» الغراء وناشرها الذي عودنا على المصداقية والصراحة والشفافية. والله من وراء القصد.
حميد محمد رزق
*****
بريئة أنت يا سنحان
لم يأت الحديث عن سنحان بمجرد الصدفة، وها هي سنحان اليوم أصبحت هدفا للتعصب الأعمى، للإنجرارات الصحفية التي قد يكتبها البعض بحسن نية وقد تحدث شرخاً مجتمعيا لأسباب كثيرة ٍأهمها أننا في مجتمع تكثر فيه الأمية ويزداد فيه التعصب بمجرد الاقتناع بفكرة أو حتى خطابات عاطفية لا تسمن ولا تغني من جوع.
والحديث عن سنحان قد يطول أو يقصر، لكننا الآن بصدد خارطة الطريق التي تحدث عنها (نايف حسان) في "النداء" والمتهم فيها سنحان الطاغية المتجبرة التي أخذت الحقوق وسلبت الحريات وانتهكت الحرمات وأصبحت نسخة من منغوليا في عهد جنكيز خان .
لم كل هذه الحملة الساخنة والشعور المتنامي بأن سنحان هي أسباب المشاكل والعلل التي تنتشر في المجتمع بحجة قيام مجموعة من الغوغائيين بقتل أفراد أبرياء على الرغم من أن هنالك جرائم ترتكب في مناطق أخرى ويذهب ضحيتها العديد من الأبرياء والشرفاء!!؟ أم أن الحضور الذهني المترسخ عن سنحان يفرض علينا بالفعل أن نربط أي خطأ برئيس الجمهورية وكأنه المنفذ والمدبر لمثل هذه الإنتهاكات التي يقوم بها هؤلاء النافذون والخارجون عن القانون!!!.
أليس من المنطق أن نكف عن الخطابات المناطقية ونتجه إلى حلول للمشكلات بدلاً من التسييس والتشهير وزعزعة الوحدة الوطنية، والكف عن التطاول على شخص رئيس الجمهورية الذي يكفي سنحان فخراً أنها أخرجت قائداً مثله في تسامحه وحنكته وإنصافه وتكفينا خطاباته المتكررة من أنه لن يكون مظلة للفساد والمفسدين ولنعترف يوما أننا مدينون له بالكثير والكثير وأنا نفخر به جميعا وغالبيتنا ليسوا من سنحان!.
كم أنا متألم بالفعل من هذا الإنتاج المنسق والحقد الدفين الذي تواجهه سنحان بتهم تتعلق بالإستيلاء على الثروة والحكم وقتل الأبرياء وكأنها المسيطر بالفعل! متناسين أن القائمين على البلاد هم من جميع المناطق بلا استثناء والقتلة موجودون في كل البقاع.
مسكينة أنت يا سنحان! أصبحت الذئب وأنت الفريسة وصرت سلوكاً ملؤه السب واللعن ممن تمر بهم الأوقات العصيبة اوالمشاكل التي لا شك أنك المعاني الأول في الصدارة منها .
ما الحل إذاً؟ هل نحن بصدد محاكمة سنحان أم الرئيس أم سنحان والرئيس؟ أليس من العقلانية أن نترك الفصل العنصري ونمسك بأيدي المذنبين ونكف عن اتهامات القبائل والأشخاص بمجرد أنهم من البلاد!؟ ألا ترون معي أن أمريكا ستدخل الجنة لأنها لم تطالب بتسليم ساكني منطقة القاعدة تحت ذريعة تنظيم القاعدة!!!؟
أنا لست هنا من أجل الأخذ والرد واللوم لكني بدأت أشعر بالتمييز المناطقي والشعور بنعمة اني لست من سنحان كيف وقد وصلت إلى ما هو أشبه بـ"النَّصَعْ" الذي يحاول الجميع أن يدركه رغم أنها بريئة براءة الذئب من دم يوسف.
نحن مدينون لك يا سنحان بالاعتذار لأننا جعلنا من أر اذلك سبباً في اتهامك والتحامل عليك وأنت قطعة من لحمنا إن لعنّاك لعنّا أنفسنا وإن اعترفنا لك بالجميل لم ننكر ذاتنا.
حمود القديمي
قارئان يعلقان على مقال نائف حسان
2007-03-22