مجرد فكرة.. علي.. حميد.. شرف - أحمد الظامري
لو سألت أي شاب يمني عن أكبر عقبة تواجهه في حياته؟، سوف يجيب فوراً وبدون تفكير: «ازمة السكن».. فالإيجارات أصبحت نار وتكاد تتجاوز، احياناً، مرتبات الموظفين. والأراضي السكنية في العلالي، ومواد البناء شعارها «أنا اتحداك لو تقدر»، والقانون الذي ينظم العلاقة بين المالك والمستأجر حبيس أدراج مقاعد نواب الشعب فيما تتغنى الحكومة بلحن نشاز يُصدر مقامات انشاء مدن الشباب. وقانون الاستثمار الذي «يحنب» أو يورط ا لمستثمر في دخول معارك شرسة مع قطط النفوذ أو الاستسلام للعبارة التي قالها فريد شوقي في أحد أفلامه: «ضاعت فلوسك يا صابر».
منذ شهرين تقريباً استبشر مئات من الشباب بإنشاء مدينة سكنية لهم في طريق ابين. هذه المدينة تدعى مدينة النخيل وهي عبارة عن قطع اراض سكنية تباع بأسعار رمزية للشباب من ملاك الارض «بيت الفضلي» وتحديداً الشيخ محمد ناصر الفضلي.. فلاقت هذه الفكرة رواجاً من هؤلاء الشباب الذين ذهبوا لشراء قطع اراض من هذه الجمعية، لكن أحلام هؤلاء الشباب اصطدمت بإعلان تحذيري منشور في إحدى الصحف الرسمية وممهور بتوقيع علي حميد شرف، رئيس الهيئة العامة لعقارات الدولة، محتواه وأد هذه الفكرة في مهدها وضارباً عرض الحائط بكل ما تقوله الحكومة عن تشجيع الاستثمار وتشجيع إنشاءالمدن السكنية للشباب.
فلو افترضنا جدلاً بصحة محتوى هذا الاعلان التحذيري والذي يؤكد ملكية الارض للدولة خلافاً لما بحوزة «آل الفضلي» من وثائق تؤكد ملكيتهم لها، ألا يفترض أن تقوم الدولة بتطبيق نفس فكرة جمعية النخيل ببيع الأراضي للشباب بأسعار رمزية وتقديم بعض الخدمات مثل تخطيطها وإدخال الكهرباء والمياه لهم تجسيداً للبرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس؟! لكن علي حميد شرف اراد بعرقلته لمشروع مدينة النخيل أن يطبق على ما يبدو مقولة: «لا بيرحم ولا يخلي رحمة ربنا تنزل».
سمعت احاديث كثيرة غير «موثقة»، عن اتاوات طلبتها بعض الجهات الرسمية لتمرير انشاء هذه الجمعية لكني غير مصدق اطلاقاً بوصول الفساد إلى هذا المستوى، خاصة وأن الدولة باتت تدرك تماماً المخاطر التي تحيط بالشباب احاطة السوار بالمعصم، فالبطالة والانفجار السكاني ومحدودية الدخل عناوين مخيفة لا تتحمل اللعب بالنار بالقرب منها.
ولأن رئيس الهيئة العامة لمصلحة اراضي وعقارات الدولة يحمل في «معاني» اسمه ما يشجع على مخاطبته في إعادة النظر في هذه الجمعية أو ايجاد حل بديل لمئات الشباب الذين رأوا في مدينة النخيل ملاذاً لأحلامهم المؤجلة، أو أن يكون على الأقل عند مستوى الصفات والمعاني لثلاثي اسمه الجميل: علي.. وحميد.. وشرف.
***
لأن الإداري الناجح يمكن أن يصنع من التراب ذهباً.. فإن رجلاً مثل حافظ معياد استطاع أن يحول مؤسسة كانت في عداد المؤسسات الفاشلة إلى بنك يشار إليه بالبنان.
aldameryMail
مجرد فكرة.. علي.. حميد.. شرف
2007-02-07