أسرهم تتساءل متى ستصل الوساطة القطرية إلى بند المعتقلين؟
الديلمي استمرار السلطة في اعتقال العشرات على ذمة أحداث صعدة وتعذيبهم يضاعف من أعداد المقاتلين في صفوف الحوثي بدافع الانتقام، وحذر من التحريض الطائفي والمذهبي بين السجناء
قالت شقيقة المعتقل محمد محمد القاولي إن مسؤولي الأمن السياسي منعوا عنهم الزيارة منذ شهر تقريباً، بعد أن اعتدى على أخيها عدد من المعتقلين على ذمة القاعدة حتى كسروا أنفه وأصابوه في مناطق متعددة من جسده.
الديلمي استمرار السلطة في اعتقال العشرات على ذمة أحداث صعدة وتعذيبهم يضاعف من أعداد المقاتلين في صفوف الحوثي بدافع الانتقام، وحذر من التحريض الطائفي والمذهبي بين السجناء
قالت شقيقة المعتقل محمد محمد القاولي إن مسؤولي الأمن السياسي منعوا عنهم الزيارة منذ شهر تقريباً، بعد أن اعتدى على أخيها عدد من المعتقلين على ذمة القاعدة حتى كسروا أنفه وأصابوه في مناطق متعددة من جسده.
وأضافت: عندما زرناه في المرة الأخيرة لم يستطع أن يتكلم جراء الاعتداء، لكن مسؤولي الأمن السياسي قللوا من خطورة وضعه، وقالوا إنه يعاني من زائدة لحمية في الأنف. وزادت: حينذاك أبلغونا أنهم سينقلونه إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية، لكنهم بدلاً من ذلك نقلوه إلى المعتقل المرفق بمبنى رئيس الجهاز، ومنعوا عنه الزيارة حتى اللحظة.
ومحمد القاولي، 34 عاماً، اعتقل في 6 فبراير 2007 على ذمة أحداث صعدة، واحتجز في البحث الجنائي لأشهر، ثم نقل إلى معتقل الأمن السياسي، بعدها تم تقديمه إلى المحاكمة أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في نوفمبر المنصرم.
وفي فعالية تضامنية مع أسر المعتقلين على ذمة أحداث صعدة والحراك الجنوبي، دعت لها حملة "المعتقلون أولاً"، بالتنسيق مع المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات، عقدت في مقر الحزب الاشتراكي بصنعاء، الخميس الفائت، تحدثت شقيقة السجين القاولي أمام مجموعة من الحقوقيين والصحفيين وأسر المعتقلين عما يتعرض له ذووهم من اعتداءات داخل السجون بسبب ما قالت إن الأمن يتذرع بأنهم يكبرون داخل السجن "الله أكبر، الموت لأمريكا الموت لإسرائيلـ". ولفتت إلى أن عناصر الأمن اعتدوا على أخيها بعد أن أفصح لأسرته عن تلك الأشياء، مؤكدة أن عناصر الأمن قد زودت عناصر القاعدة بالعصي وأشياء حادة، وأدخلوهم للاعتداء على أخيها ومعتقلين على ذمة حرب صعدة.
وإلى القاولي تحدثت عدد من أسر وذوي المعتقلين على ذمة حرب صعدة. وقالت علياء الوزير، زوجة المعتقل وليد شرف الدين، إن الأسر تعاني بشكل يومي جراء اعتقال ذويهم. كما تمس المعاناة بشكل رئيسي الأطفال الذين يبحثون عن آبائهم طوال الوقت، ويحرمون من حنانهم وعطفهم. واستغربت أن يصبح الدستور والقانون مجرد "حبر على ورق" وألا يعمل به ككافل للحقوق والحريات بمختلف أنواعها.
الفعالية التي جرت مناقشاتها حول الانتهاكات والاعتداءات التي يتعرض لها المعتقلون على ذمة أحداث صعدة داخل معتقلات الأمن السياسي، ومعاناة أسرهم في الخارج ومنعهم من الزيارة، ناقشت موضوع الوساطة القطرية إلى أين، ومدى فاعلية الوساطة على المعتقلوين الذين يمثلون المحور الرئيس لا سيما المعتقلين المدنيين الذين اعتقلوا من العاصمة صنعاء، وتم تقديم عدد منهم بعد سنوات من الاعتقال والإخفاء القسري، إلى المحاكمة أمام المحكمة الجزائية المتخصصة، أو كما يطلق عليها محكمة أمن الدولة.
علياء الوزير، التي تحدثت باسم أسر المعتقلين، وعلي الديلمي رئيس المنظمة اليمنية، ناشدا الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني السعي من أجل إطلاق سراح المعتقلين. كما تساءلا عن فاعلية الوساطة القطرية التي يرجون أن تقوم بدورها في إطلاق سراح المعتقلين على ذمة أحداث صعدة.
وتخللت الفعالية مشاركات لمتضامنين وحقوقيين وسياسيين، وتحدث رئيس الدائرة الخارجية في الحزب الاشتراكي محمد أحمد غالب عن معاناة معتقلي الجنوب وعن الصبغة التي تريد السلطة أن تصبغها على النشطاء في الحراك الجنوبي من خلال دسّ أصحاب السوابق بينهم فتقوم باعتقال نشطاء "الحراك المسالمين وتترك المسلحين والمجرمين والقتلة، الذين ينادون بما يسمونه الكفاح المسلح". مؤكداً أن هؤلاء المدسوسين يستلمون رواتب من السلطة ويتم التساهل معهم والسماح لهم باجتياز عدد من النقاط التفتيشية والعسكرية وهم مدججون بالأسلحة، ممثلاً بشخص يسمي نفسه قيادياً تجاوز كل النقاط من شبوة إلى جبال ردفان بطقم وهو مسلح لإلقاء خطابات هناك. مستغرباً كيف بإمكان هذا أن يتجاوز كل تلك النقاط.
وبشأن قضية المعتقلين على ذمة أحداث صعدة، قال غالب إن السلطة تقوم باختراق الدستور والقانون. وبالرغم من ذلك ومن تدخل دول خارجية لحل قضية صعدة، إلا أن المعتقلين على ذمتها ما زالوا معتقلين دون أن تضع السلطة أي اعتبار للوساطات الخارجية التي أوقفت الحرب.
علي الديلمي استنكر ما يتعرض له المعتقلون على ذمة صعدة من تعذيب وسط المعتقلات، وكشف عما تمارسه الأجهزة الأمنية لاسيما الأمن السياسي من "تحريض بين معتقلي صعدة ومعتقلي القاعدة على أساس طائفي ومذهبي ينبذه الجميع". وحذر الأجهزة الأمنية من استمرار تعذيب واعتقال هؤلاء "ظلماً لأنه لا يولد سوى الكراهية والحقد ضد النظام، بل إنه يزيد من أعداد المقاتلين في صفوف الحوثي بدافع الانتقام من السلطة التي تمارس ضدهم أشد أصناف العذابـ".
ولفت الديلمي إلى "وفاة 4 حالات داخل السجن جراء التعذيب الذي يمارس عليهم من قبل الأمن، في حين يمضي عدد منهم سنوات داخل معتقلات سرية لأجهزة المخابرات والأمن في مخالفة صريحة للقانون".
وعقّب نقيب الصحفيين الأسبق عبدالباري طاهر، على المتحدثين بعد أن لفت إلى معاناتهم جراء اعتقال ذويهم، ونصح المشاركين بالضغط وممارسة احتجاجات ومقاومة شديدة. داعياً الحاضرين إلى تنفيذ احتجاجات قوية لردع السلط، وتنفيذ اعتصامات واحتجاجات سلمية قوية جداً، مؤكداً على أن السلطة "لا ترتدع إلا بالقوة، وأن الاحتجاجات الضعيفة لا تزيد الظالم إلا تجبراً وعنجهية".
وخرجت الفعالية بمقترح مفاده: تنظيم اعتصام كبير أمام مبنى الأمن السياسي للضغط من أجل إطلاق المعتقلين، وتوجيه رسالة احتجاجية إلى الرئيس صالح ورسالة إلى الوساطة القطرية.
***
... والحوثي يتهم السلطة بتقييد المعتقلين داخل السياسي وتدخل عناصر القاعدة للاعتداء عليهم
اتهم بيان صادر عن المكتب الإعلامي للسيد عبدالملك الحوثي، أمس الأحد، السلطة بتقييد مجموعة من المعتقلين، على ذمة الحرب في المحافظات الشمالية، داخل السجن السياسي بصنعاء، وإدخال عناصر ما يسمى بالقاعدة للاعتداء عليهم بالضرب الشديد.
وأكد أن هذه الممارسات تكررت في ظل وضع مأساوي يعيشه "المعتقلون الذين تصر السلطة على استمرار اعتقالهم وإبقائهم تحت التعذيب المستمر والتغييب ومنع الزيارة عنهم، ورفضها المطلق لمعالجة المرضى منهم والذين يسقطون شهداء بين فترة وأخرى ضحايا التعذيب وسوء التغذية".
واعتبر البيان الاعتداءات التي يتهم السلطة بالقيام بها بأنها صورة "تكشف الانسلاخ من القيم والأخلاق البشرية وتؤكد مدى قدرة المعتدين لتنفيذ جرائمهم حتى بحق معتقلين في زنازن الأمن القومي والسياسي، ولا يملكون أي حول أو قوة إلا حول الله ورعايته".
وكشف عن معتقلين قال إنهما من ضحايا التعذيب هما "محمد عبدالله الكبير، تم تعذيبه حتى كسرت أنفه، وأغمي عليه، والمعتقل محمد القاضي، كسرت يداه جراء التعذيب وتم تغييبهما من السجن". وزاد محذراً من خطورة الوضع الصحي للسجين أحمد العصري، في "سجن قحزة بمحافظة صعدة، إذ يعاني من تورم شديد في جسمه متأثراً بمرض الكبد".
ولفت بيان الحوثي إلى أن السلطة تمنع "الزيارة للمعتقلين، أو تلقيهم للعلاج بصورة مستمرة منذ عيد الأضحى المبارك وحتى اليوم". كما ترفض "معالجة العصري أو الإفراج عنه للعلاج وهو في حالة صحية حرجة للغاية، وهذه الحالة هي حالة العشرات ممن أصيبوا بمرض الكبد جراء التعذيب وتوفوا متأثرين منه ولم يفرج عنهم من السجن إلا شهداء".
أسرهم تتساءل متى ستصل الوساطة القطرية إلى بند المعتقلين؟
2010-12-13