بدعوة من صالح بن فريد العولقي لقاء موسع في المحفد اليوم
ينعقد اليوم لقاء موسع في منطقة المعجلة بمديرية المحفد بأبين بناء على دعوة من النائب صالح بن فريد العولقي.
العولقي، وهو شخصية تحظى باحترام كبير في شبوة ومحافظات يمنية أخرى، برر دعوته التي وجهها إلى أبناء شبوة وأبناء العوالق العليا خاصة، في تقديم واجب العزاء والمواساة لأسر القتلى الذين سقطوا فجر الخميس جراء قصف جوي استهدف مناطق في المحفد، وأودى بحياة العشرات من المدنيين، فضلاً عن أشخاص يشتبه بأنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة.
وشدَّد بن فريد في بلاغ صادر عنه مساء الخميس، على ضرورة معاينة ما جرى في المحفد، إذ دعا «كل من عنده ضمير حي إلى الحضور (إلى المحفد) للاطلاع على هذه الكارثة الإنسانية التي هزت كل أطياف المجتمع في الجنوب والشمال وفي الجزيرة العربية».
ومن المرجح أن يلبي دعوة بن فريد قطاعات واسعة من سكان محافظتي أبين وشبوة. وحسب مصادر «النداء» فإن ترتيبات مبكرة جرت لاستقبال المعزين والمشاركين في لقاء اليوم، حيث نصبت الخيام في منطقة المعجلة التي أدت غارات الخميس إلى مقتل نحو 33 من سكانها، أغلبهم من النساء والأطفال.
وكان مجلس الدفاع الأعلى أعلن الخميس أنه وجه ضربات متزامنة موجعة لتنظيم القاعدة في أبين وأرحب وصنعاء، أسفرت عن قتل عدد من أبرز عناصر التنظيم.
وحسب المصادر الرسمية فإن الجيش والأمن استخدما سلاح الجو في تنفيذ الضربات، لكن مصادر إعلامية أميركية ذكرت لصحيفة «نيويورك تايمز» أن واشنطن قدمت دعماً لتنفيذ عملية المحفد بناء على أوامر من الرئيس باراك أوباما.
ويتصدر بند محاربة «القاعدة» في اليمن أولويات الإدارة الأميركية التي تخشى من أن يؤدي ضعف سيطرة السلطة في اليمن على الأوضاع الداخلية إلى تنامي نفوذ تنظيم القاعدة، وتسعى الإدارة الأمريكية إلى دعم الرئيس علي عبدالله صالح في حربه على الإرهاب بالموازاة مع مساعٍ لإنهاء الحرب في صعدة وتهدئة الأوضاع في المحافظات الجنوبية تمهيداً لحوار يستوعب الحراك الجنوبي لاحقاً.
لكن عملية المحفد أدت إلى انضمام فئات جديدة إلى الحراك بعدما اتضح أن أغلب القتلى هم من النساء والأطفال.
وحسب مصادر محلية في المحفد، فإن قصف منطقة معوان في المحفد أدى إلى قتل 14 فرداً من أسرة آل حيدرة.
المصادر أوضحت أن الشخص الناجي الوحيد من الأسرة هو طفلة في السادسة من العمر، تعاني من جروح خطيرة، وقد تم نقلها إلى مستشفى «النقيب» بمدينة عدن.
وشمل القصف مناطق «قطانة» و«معوان» -آل بكازم، العوالق السفلى. وتشير تقديرات مصادر محلية إلى أن عدد الضحايا يزيد عن 40 شخصاً، أغلبهم أطفال ونساء، ويعتقد أن بضعة أفراد يشتبه بانتمائهم للقاعدة لقوا حتفهم في القصف، أبرزهم محمد صالح العنبوري (الكازمي) الملقب بـ«بن دخانة». وحسب مصدر محلي في المحفد فإن العنبوري كان مغترباً في المملكة العربية السعودية قبل سنوات، وهناك تم اعتقاله بشبهة الانتماء للقاعدة، ثم جرى تسليمه للسلطات اليمنية حيث قضى عاماً كاملاً في معتقل جهاز الأمن السياسي قبل أن يطلق سراحه بضمانة حضورية.
المصدر أضاف أن إطلاق سراح العنبوري تم على أساس صفقة يعود بمقتضاها إلى قريته لقاء مخصص مالي شهري.
وإلى العنبوري (أو الكازمي بحسب المصادر الرسمية) اعتقلت السلطات آخرين جرحوا أثناء عملية القصف أثناء تواجدهم في مستشفيات عدن.
وأدت عملية المحفد إلى تأزيم الأوضاع في المحافظات الجنوبية، إذ طالبت هيئات الحراك الجنوبي بالتحقيق في ما وصفته بـ«المذبحة»، وصدر بيان مشترك من الرئيسين السابقين علي ناصر محمد وحيدر العطاس، نددا فيه بعملية المحفد التي تندرج ضمن «الإجراءات المتعاظمة للسلطات باتجاه إعلان الحروب وإشعال الحرائق وعسكرة الحياة المدنية (...) للتعمية على حجم الإخفاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي باتت تؤرق البلاد وتلقي بظلالها الساخنة على دول الجوار والمنطقة».
علي ناصر والعطاس دعيا القوى الوطنية إلى الوقوف بجدية ضد الأعمال الوحشية (...) لأن السكوت عنها يوفر غطاء لارتكاب أعمال مماثلة والتمادي في أعمال العنف والقتل التي ستطال كل شرائح المجتمع.
وانتقد الرئيسان السابقان الصمت العربي والدولي «المثير للجدل وغير المقبول»، محذرين من الانعكاسات الخطيرة للأوضاع المقلقة في اليمن على الأمن العربي.
واعتبرا أن الحروب وأعمال العنف تسيء لمن يقدمون المساعدة والإسناد المادي والمعنوي للسلطات التي تقوم بها، مشددين على أن الإسناد الحقيقي الذي يرتجى منه خير يكمن في دعم الحوار الوطني الشامل والكامل، ودعم الحلول السلمية والعادلة لكل قضايا وملفات الأزمة اليمنية المعقدة.
***
مشترك الضالع يطالب بلجنة تحقيق في غارة المحفد والحراك يدعو لتصعيد الاحتجاجات
> الضالع - فؤاد مسعد:
نظم المئات من أنصار الحراك الجنوبي في الضالع مظاهرة حاشدة أمس الأول السبت، جابت شوارع المدينة، منددة بالقصف الجوي الذي تعرضت له إحدى قرى المحفد بمحافظة أبين الخميس الماضي، وعده المتظاهرون إبادة جماعية، داعين لتصعيد الفعاليات الاحتجاجية ضد العملية التي قالت الحكومة إنها استهدفت أحد معسكرات القاعدة في أبين وأرحب بصنعاء. ودعا المتظاهرون أبناء الجنوب للتعاون مع أسر الضحايا وتقديم العون اللازم لهم.
وبدورها دانت أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة الضالع الغارة الجوية التي استهدفت قرية المعجلة بمديرية المحفد محافظة أبين، ووصفتها بالمجزرة. وقالت في بيان صدر عنها أمس الأول "إن السلطة استرخصت الأنفس وأدمنت القتل ولا تتورع في ارتكاب جريمة تلو أخرى وكل يوم تثبت بأنها غير مؤهلة لإدارة البلاد"، وفقا للبيان الذي اتهم السلطة "بإهدار ثروات البلاد وإزهاق أرواح المواطنين في ما أطلقت عليها بروفة الحرب مع الحوثيين".
وفي ما يتعلق باتهام الحكومة لساكني المنطقة التي قصفها الطيران صبيحة الخميس الفائت بكونهم يتبعون تنظيم القاعدة، قال بيان المشترك: "يعرف القاصي والداني بأنه صناعة سلطوية بامتياز".
وقال مشترك الضالع إن الهدف من وراء ترويج أجهزة إعلام السلطة لمحاربة تنظيم القاعدة ونجاحها في ضربه هو الحصول على المعونات والقروض وفتح الأفق المسدود للسلطة التي قال البيان إنها فشلت في تحقيق أي منجزات تذكر غير الحروب الأهلية واعتقال الناشطين السياسيين ومحاكمة الصحفيين وإغلاق الصحف والتضييق على حرية الرأي وتمييع الديمقراطية والاستئثار بالسلطة والثروة، حسب البيان.
ودعا مشترك الضالع في بيانه إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الواقعة التي راح ضحيتها العشرات بينهم نساء وأطفال. مضيفا: إن السلطة لا يهمها مصير الوطن ومصلحة الشعب؛ بقدر ما يهمها الحفاظ على الكرسي وتعبيد الطريق إلى التوريث ولو على أشلاء ودماء أبناء الشعب التي تسيل شمالا وجنوبا، شرقا وغربا.
بدعوة من صالح بن فريد العولقي لقاء موسع في المحفد اليوم
2009-12-22