بعد عقدين من الزمن.. تعز تلبس شعارها الأصفر
لم يكن خارج الأحلام التي انتظرتها المدينة الحالمة. لقد امتلك الإدارة الحكيمة والكفاءة الميدانية فتوجه ومنذ اللحظات الأولى صوب البطولة. عند المنتصر يبدو المشهد تماماً مغايراً.. بتحقيقه اللقب الأول في تاريخه الكروي, صقر تعز أكثر فرحاً، أكثر تأهباً لبطولات قادمة، هذا الموسم أثبت الصقر دوي صرخته فتحقق مبتغاه فكبر وتعاظم شأنه في أعين أنصاره، مرجع ذلك أنه استمسك بفرصة التوحد الجماهيري فكان وأبناء الحالمة أنموذجاً رائعاً للتركيز وبشكل أساسي على هدف الكل كان ينشده، فبعد حوالى عقدين من الزمن على فرحة الأهلي توحدت جماهير تعز بلون أصفر وراء فريقها الصقر فكان لهم أن فرحوا بأول بطولة بعد الوحدة تحققها تعز. في استطلاع مقتضب, «النداء» تخترق القلوب الصفراء وتنادي بفرحة الصقر في أرجاء المدينة الحالمة بإنتصار آخر.
- استطلاع: أحمد زيد
لحظات حاسمة
«على مستوى الكرة محلياً هذا الموسم إستحق فريقنا الريادة فقد توج نجاحاته باللقب الذي بذل من أجله الروح المعنوية والمادية والادارية»، هكذا تحدث الكابتن عصام عبده عبدالله إداري الفريق، حيث قال: «إذ نسجل انطباعاتنا لدى صحيفة «النداء» نهدي إنجازنا الكبير لمحقق الانتصارات النفسية والمعنوية الاستاذ شوقي احمد هائل رئيس النادي، ونائبه الاخ رياض الحروي، الذي ظهر في كل لقاءات الصقر بروح تفاؤلية أدهشت اللاعبين وجسدت حبه للفريق ما زاد اللاعبين حماسة وإصراراً نحو تكاتف الجهود لتحمل المسؤولية فكانت البطولة من حقنا بكل جدارة وإستحقاق».
على هامش التساؤل تصدى هداف الصقر «يوردانوس» للحديث وقال: «نحن ومنذ البداية كنا مهيئين نفسياً للفوز باللقب فقط واصلنا زحف تقدمنا نحو الهدف الذي كانت الادارة والجهاز الفني أكثر من خططا لهذا الانجاز، الأمر الذي جعل اللاعبين في تأهب وإستعداد وعزيمة صادقة لبث الفرحة في قلوب الجماهير التي كانت تتنقل مع الفريق في أهم لقاءاته الكروية خارج المحافظة»، واضاف هداف الفريق: «نعم يحق لنا ولكل الصقراويين أن يعبروا هذا الموسم عن فرحتهم إنه اللقب الأول في تاريخ النادي إننا نكشف عن فرحتنا إذ نوثق الانجاز الأول لتاريخ الصقر. حقيقة أنا أكثر فرحاً بهذه المناسبة التي تعتبر بالنسبة لي إنجازاً شخصياً وكم كنت سعيداً خلال اللحظات الحاسمة في كتابة المشهد الأخير للفرح وهم يربتون على كتفي وبشكل فرائحي بكلمة: مبروك!».
أسمر الأصفر الأنيق لاعب خط الوسط، طارق سالم، قال: «برأيي أن الحديث عن تحقيق الانجاز إنما هو ربط لفرحة موسم كامل بكل التفاصيل المفرحة والمحزنة في آنٍ واحد، وكان معها لاعبو الفريق أشبه بمن يقطف الورود ليشمها الآخرون»، وأضاف: «الحديث عن هكذا أمر يسعدنا جميعاً لكنه اختزال لحديث بلغة الأقدام التي صالت وجالت في الميدان طوال عام كامل اختلطت فيه الفرحة بالمعاناة لكنها والحمد لله كللت بالنجاح ونشوة الفوز بالبطولة كانت ولا تزال وراء الفريق».
وعبر النجم الواعد فهد راشد قائلاً: «إنني في هذا الموقف أعبر عن سعادتي بتحقيق هذا الانجاز الأفضل في بداية مشواري الرياضي وأهدي هذا الانجاز الأكبر للرجل الذي استحق الاحترام الاستاذ شوقي احمد هائل، ومن ورائه الاخ رياض الحروي والكابتن سيوم كبدي، مدرب الفريق الذي استطاع ان يؤلف بين صفوف الفريق ليوجد التناغم الذي شعرنا به ولمسه كثيرون. لقد إنتهج اسلوباً تدريبياً عقلانياً وتكتيكاً ناجحاً أثمر عن فوز مستحق ببطولة الدوري».
صرخة مدوية
من جانبه، نبيل الشراعي، مشجع صقراوي ومدرب فريق المتنوعة الرياضي، أدلى قائلاً: « بالنسبة لي تعني فرحة الصقر فرحة لتعز بأكملها، إنها وسيلة لالتئام وتآزر وإصطفاف أبنائها حول نادي يجمع رياضيي المحافظة تحت هدف رياضي نبيل» وأضاف: «كلنا مع الفرحة كلنا مع الصقر إنني أشعر بأن تعز هذه الايام باتت تشكل مسرح احتفاء بالصقر المهم أن هذا الانجاز الصقراوي شكل الانتماء الأساسي للرياضة. إن فوز الصقر بالدوري عبر عن مظاهر كثيرة للحياة الرياضية بتعز، فمبروك للصقر! مبروك للاستاذ شوقي! مبروك للجهاز الفني وكل اللاعبين! مبروك لتعز بطولة بلون الذهب الأصفر».
«على مدى السنوات الاخيرة حقق الصقر النادي انتصارات رائعة ومشرفة وانقسم الناس إلى نقيضين جزء منهم مع الفريق الكروي وآخر منهم مزايد يركع فرحاً فقط إرضاء لشخص رئيس النادي ولا تعنيه معنويات اللاعبين فتشوهت صورة الصقر عند البعض لكثرة التلويح في عرض الصحف باسماء اشخاص متناسين مجهودات اللاعبين في الميدان». هذا ما جاء بلسان الاخ فؤاد علي يحيى، مشجع رياضي، وزاد: «من حق الجماهير الرياضية بتعز أن تفرح بانتصار فريقها الاصفر وأن تصفق الايادي مجدداً لبطل الدوري صقر تعز».
وأشار الاخ فؤاد إلى أنه «يفترض بجماهير مدرجات الشهداء أن تتوحد تحت نادي يجمع هتافات المدينة وتحت شعار واحد وليكن شعارنا الأصفر من أجل تسجيل اسم المحافظة في سجلات اتحاد الكرة ضمن الأبطال الحائزين على اللقب، تعز ليست بعيدة عن الانتصارات إنها المدينة التي تزحف بثقل سكانها الحالمين بواقع أجمل وحياة كلها انتصارات»، وزاد بالقول: «الساحة رياضياً الآن لنا وعلينا جميعاً أن نلتف حول نادي الصقر ولا مجال للتنقيص أو التقليل من الانتصارات التي سجلها الصقر تحت أعين الجماهير الرياضية في عامة محافظات الجمهورية»، وشدد: «إن الاهم من كل ذلك هو الاستعداد لنشاطات قادمة يجب ألا نضخم الانجاز وألا نختزله بشكل أشخاص ونتجاوز دور اللاعبين وألف مبروك لنا جماهير تعز قاطبة».
في ذات الاتجاه يذهب الاخ حسن شمهان، مؤيداً لكل ما طُرح ويقول: «لو فكرنا بجدية عن إدارات أندية تعز الغائبة عن الاضواء وباصطفاف جماهيري مع الصقر لنرفع اسم المحافظة ونحافظ على انجازها الجديد لأمكن للفرح أن يعاود تعز مرة أخرى». وزاد: «من المفترض بأن تغذي اندية تعز فريق الصقر بالعناصر الجيدة الموهوبة التي تمتاز بها المحافظة لبقاء الصقر في المقدمة على الأقل ممثلاً لمدينة هي الأقدم في التواجد الرياضي قبل الوحدة وبهذا الانجاز الصقراوي الذي أعاد لم شمل ابناء المحافظة تحت شعار الانتصار لرياضة تعز ونتمنى تحقيق اكثر من إنجاز ومبروك للصقر إدارة وجهازاً فنياً ولاعبين وجماهير أيضاً».
غاية وفرحة واحدة
«تحقيق بطولة الدوري اليمني جاء إستجابة لحاجة الناس لفرحة تجمعهم حول غاية واحدة، نعم فرح الصقر ففرحنا معه»، هكذا عبر الأخ عبدالسلام البرطي، مشجع أهلي صنعاء، والذي لم يفوت مشاركة الجماهير أفراحهم فعبر عن إرتياحه لعودة الدرع لتعز وأعلن مع كل الرياضيين عن فرحته بتجاوز الصقر مرحلة الحضور إلى مرحلة التشريف، وقال: «بالعكس هذا الموسم كان نادي الصقر الأفضل أداءً واستعراضاً بالتالي يبقى الصقر هو الأحق باللقب فقد امتلك الصقر مشروعاً واستراتيجية ورؤية واضحة لتحقيق هدف معين لذلك تجاوز أندية عدة وتفوق بعناصر ذات خبرة ميدانية وجهاز فني ذي فكر رياضي استطاع ان يصل إلى النجاح المطلوب من خلال نزالات كروية لخصت معنى وجود الصقر في الساحة الرياضية وأنه عازم على تحقيق البطولة فكان له ذلك وهذا ما أشعل الروح التشجيعية عند الجماهير التي آزرته في مشوار البطولة وهذا هو الانجاز الذي تحتفي به المدينة فمبروك للصقر انجازه الأول وما نتمناه هو ظهور ملامح التطور على مستوى المشاركة عربياً».
بعد عقدين من الزمن.. تعز تلبس شعارها الأصفر
2006-08-10