الجلسة الاجرائية لمجلس النقابة تنتهي إلى أزمة.. إصلاحيان يتنافسان على موقع الوكيل الأول، والصحفيات ساخطات لإقصاء فاطمة
> «النداء»
شهد الاجتماع الأول لمجلس نقابة الصحفيين مفارقات ومفاجآت شغلت الصحفيين خلال الأيام الثلاثة الماضية.
صباح الاثنين انعقد المجلس الجديد برئاسة النقيب ياسين المسعودي، وذلك لغرض توزيع المهام بين أعضائه.
تقدم سعيد ثابت لشغل موقع الوكيل الأول، وهو الموقع الذي كان يشغله في الدورة السابقة بعد منافسة مع 3 من أعضاء المجلس السابق. هذه المرة كانت الحسابات قد تغيرت إلى الحد الذي لم يعد أي من الانتماء الحزبي (سلطة ومعارضة) أو الفئوي (إعلام حكومي وإعلام معارض ومستقل) حاكماً لعملية الاختيار. بعد لحظات قليلة حدثت أولى المفاجآت: تقدم العضو الجديد في المجلس جمال أنعم لمنافسة سعيد ثابت على موقع الوكيل الأول، لتكريس الديمقراطية في النقابة.
بالمعيار الحزبي فقد تنافس صحفيان إصلاحيان على كسب أصوات زملائهم المستقلين والمعارضين والمنتمين إلى المؤتمر الشعبي، وقد حسمت المنافسة لصالح سعيد ثابت الذي حصل على 7 أصوات مقابل 5 أصوات لجمال.
ترشح عبدالله الصعفاني لموقع الوكيل الثاني، فتقدم حمدي البكاري لمنافسته. وتعادل الاثنان في التصويت الأول، إذ حصل كلُّ منهما على 6 أصوات، ووضع أحد المقترعين بطاقة بيضاء. قرر النقيب وأعضاء المجلس الاقتراع مجدداً، ولم تتغير النتيجة. وقرَّر الصعفاني والبكاري عدم الاحتكام للقرعة لحسم المنافسة بينهما، مفضلين التنازل عن الموقع لصالح محمد سعيد سالم الذي لاح لزملائه زاهداً بأي موقع كان.
جاء الدور على موقع الأمين العام، فانبرت الصحفية الوحيدة في المجلس فاطمة مطهر لترشيح نفسها في مواجهة مروان دماج. وأفرزت عملية الاقتراع نتيجة مخيبة لتوقعات فاطمة، حيث حصلت على 4 أصوات فقط مقابل 9 أصوات لصالح منافسها. رفضت فاطمة الاعتراف بالنتيجة، لأنها تنطوي على تمييز ضد المرأة جراء عقلية ذكورية تهوِّن من كفاءة المرأة في شغل موقع أساسي في النقابة.
تنافس على لجنة الحريات جمال أنعم ومحمد شبيطة، وظفر جمال بالفوز هذه المرة بفارق صوت واحد. واقتنع شبيطة تحت إلحاح زملائه بتحمل مسؤولية الأمين المالي. تم تزكية عباس غالب لرئاسة لجنة العلاقات الخارجية، وفكري قاسم لرئاسة لجنة الفروع والروابط، ونبيل الاسيدي لرئاسة لجنة التدريب، وعبدالله الصعفاني لرئاسة اللجنة الإعلامية، وأحمد الجبر لرئاسة لجنة الخدمات. ورفض حمدي البكاري تحمل مسؤولية أية لجنة في المجلس تضامناً مع فاطمة مطهر.
بعد ساعة من انفضاض الاجتماع كانت مواقع إخبارية تنشر وقائع الجلسة الإجرائية الأولى للمجلس، وتصريحات لفاطمة مطهر تنتقد التحالف الذكوري والحزبي ضد الممثلة الوحيدة للصحفيات في المجلس الجديد.
في اليوم التالي صدر بيان من صحفيين وصحفيات من أعضاء الجمعية العمومية، بينهم عبدالباري طاهر، النقيب الأسبق، ورؤوفة حسن، تطالب المجلس بإعادة النظر في نتائج الجلسة، وتشدِّد على عدم صوابية إقصاء صحفية تتمتع باحترام وتقدير أغلبية أعضاء الجمعية العمومية.
لاحقاً عبر منتدى الإعلاميات عن موقف مماثل، داعياً المجلس إلى إعادة النظر في توزيع المهام. ومساء أمس بدأت الأزمة الأولى للمجلس الجديد بالحلحلة، بعد اتصالات ومشاورات قام بها أعضاء من الجمعية العمومية للحؤول دون المزيد من التداعيات. ومعلوم أن المجلس السابق شهد أزمة مماثلة عند توزيع المهام أدت إلى استقالة اثنين من أعضائه فور انتهاء الجلسة الإجرائية الأولى، ما أدى إلى ضم عضوين احتياطيين إلى المجلس السابق هما جمال فاضل وعلي الجرادي.
وبحسب النظام الداخلي فإن توزيع المهام بين أعضاء المجلس يتم بالاختيار بصرف النظر عن الأصوات التي حصل عليها العضو في انتخابات المؤتمر العام.
وفي حال استطاع النقيب وأعضاء المجلس إقناع فاطمة مطهر وحمدي البكاري بالتسليم بالنتيجة، فإن من المرجح أن تتسلم فاطمة لجنة النشاط، وأن يتسلم حمدي اللجنة القانونية.
ويختص مجلس النقابة بقيادة العمل النقابي خلال دورة انتخابية مدتها 4 سنوات، وينيط النظام مهام إدارة العمل اليومي بهيئة يرأسهما النقيب، تضم: الوكيلين الأول والثاني، والأمين العام، والأمين المالي.
الجلسة الاجرائية لمجلس النقابة تنتهي إلى أزمة.. إصلاحيان يتنافسان على موقع الوكيل الأول، والصحفيات ساخطات لإقصاء فاطمة
2009-03-26