علي محسن الأحمر كان متواجداً داخل جامع بن سلمان عند الانفجار الحوثي يؤجل لقاءه مع لجنة الوساطة إلى أجل غير مسمى
قالت مصادر محلية في محافظة صعدة لـ"النداء" إن حشوداً عسكرية وتعزيزات وصلت خلال يومي الاثنين والثلاثاء إلى المحافظة، في الوقت الذي كشف فيه مصدر مقرب من عبدالملك الحوثي أن الموعد الذي حدد أمس الأول للقائه باللجنة الرئاسية والقطرية تم تأجيله من لجنة الوساطة إلى أجل غير مسمى.
ورغم الهدوء النسبي الذي ساد المحافظة خلال اليومين الماضيين إلا أن قصفا متفرقا بقذائف الهاون من حين لآخر ما زال في منطقة "الصافية" وأسفر عن مقتل طفل وجرح آخر، حسب مصدر في مديرية حيدان.
وكانت اللجنة الرئاسية ولجنة الوساطة القطرية قد التقت خلال اليومين الماضيين ممثلي جماعة الحوثي برئاسة الشيخ صالح هبرة في منطقة اتفق الطرفان عليها خارج مدينة صعدة والتي تجري فيها الوساطة.
وقال مصدر مطلع لـ"النداء" إن توجهاً قاده بعض الوسطاء في اللجنة الرئاسية يقضي بالاكتفاء بمناقشة البند السابع (بسط سيطرة الدولة ونزول الحوثيين وتسليم أسلحتهم) والثاني عشر (خروج الحوثيين الى قطر) إلا أن هذا قوبل بالرفض من ممثلي الحوثي الذين اعتبروا الأمر التفافاً على الوساطة القطرية ومحاولة لإفشالها.
ومنذ الجمعة الماضية سقط 52 قتيلاً وأكثر من 70 جريحاً من الجانبين، حسب ما نقلته مصادر في السلطة المحلية في المحافظة.
وذكرت مصادر مطلعة أن تيارا في السلطة يسعى لقيادة الحوار مع الحوثيين بطريقتين، حيث يرى التفاوض مع عبدالملك الحوثي حول الاتفاق الموقع في الدوحة، فيما يفضّل الحسم العسكري مع جماعة عبدالله الرزامي الذي تتهمه السلطة بأنه يقف وراء العديد من الأعمال والتفجيرات التي شهدتها محافظة صعدة سواءً تفجير مسجد بن سلمان الجمعة الماضية أو ما لحقه من استهداف للنقاط العسكرية وناقلات الجنود.
ورغم مساعي الوساطة واللقاءات التي تمت خلال اليومين الماضيين إلا أن الصعيد الإعلامي الرسمي لا يزال يتعامل مع الحوثي وجماعته (كإرهابيين) خارجين على القانون ويجب أن ينالوا العقاب.
وقال أمين عام حزب الحق، حسن زيد، لـ"النداء" إن الهدف من التصعيد الإعلامي ضد الحوثيين هو ممارسة الضغوط للحصول على تنازلات.
وأضاف زيد: "ما زال هناك جهات في السلطة لا تريد السلام وترفض الوساطة وتؤيد الخيار العسكري". وتابع: "خروج الحوثي لا يحل المشكلة ما لم يتم حلها من الأساس، ذلك أنه يمكن أن يظهر قادة ميدانيين جدد".
وأكد أمين عام حزب الحق أن الحوثيين لا يحملون مشروعاً سياسياً للوصول إلى السلطة، بل إن مشروعهم يلتقي مع الحزب الحاكم في الحد من التوجه السلفي ومواجهة حزب الإصلاح.
وكان الحوثي قد توعد في تصريحات له مطلع الأسبوع برد أكثر قوة إذا أصرت السلطة على خيار الحرب ليس في صعدة فقط بل فتح جبهات في العديد من المحافظات في شمال اليمن وجنوبه. ونفى القائد الميداني آن يكون أي من الذين أعلنت السلطات اليمنية إلقاء القبض عليهم أمس الجمعة بعد تفجيرات مسجد بن سلمان من أتباعه أو أن تكون لهم أي صلة به، وتحدى السلطة إثبات ذلك بدلاً من كيل الاتهامات والتحريض على الفتنة والحرب لتحقيق مكاسب شخصية. وقال: "هناك قادة عسكريون وجناح في السلطة مستفيدين من الحرب المال والنياشين" وهو ضد السلام وإيقاف الحرب وله أجندته الخاصة للمستقبل. وأشار الحوثي إلى أن شن حرب خامسة ليس في مصلحة السلطة، وإذا ما استعرت فإنها لن تستطيع إيقافها. وقال: "لقد أصبحنا الآن أكثر جاهزية وتواجدا على الأرض وسنفتح جبهات المواجهة في أكثر من مكان في سياق الدفاع عن أنفسنا".
فيما حذرت منظمة العفو الدولية من خطر وقوع انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في صعدة والتي تدور فيها اشتباكات مسلحة بين القوات الحكومية وأتباع الحوثي المنتمين إلى الطائفة الشيعية الزيدية. وناشدت الرئيس اتخاذ كافة التدابير الضرورية وفقاً للقانون الدولي لحماية حقوق الإنسان.
وأوضح تقرير صادر عن المرصد اليمني لحقوق الإنسان 2007 أن الحرب الأخيرة في صعدة خلفت وراءها الكثير من المآسي حيث تعرض المواطنون في صعدة لانتهاكات عديدة، وشرد أكثر من خمسين ألفا من قراهم، وانتشرت الكثير من الأوبئة والأمراض المعدية، إضافة إلى عدم الشعور بالأمان لدى المواطنين، وتوقف الكثير من المدارس لاستقبال الطلاب.
وكشف التقرير عن عدد من نماذج الانتهاكات التي تعرضت لها الممتلكات الخاصة بالمواطنين، حيث ذكر أن 110 منازل تحولت إلى ثكنات عسكرية وسكن لأفراد الجيش، إلى جانب 74 منزلا دمرت تدميرا جزئيا، و79 منزلا دمرت كليا، و5 مساجد دمرت جزئيا، 4 مساجد ومراكز صحية تحولت إلى ثكنات عسكرية، فيما 8 مدارس دمرت جزئيا.
وأفاد التقرير أن الكثير ممن ينتمون للمذهب الزيدي والمحسوبين على الحوثي تعرضوا للاعتقال أو الاختفاء بسبب الحرب، إذ بلغ عدد المفقودين خلال الحروب الأربع 286 شخصا، وتعرض ما لا يقل عن 2000 مواطن للاعتقال خلال الحرب الأخيرة.
وعرض التقرير بعض الانتهاكات بحسب زيارة المرصد، مشيرا لتعرض بعضهم لعدة انتهاكات منها التعذيب النفسي والمعنوي، والمعاملة المهينة واللاإنسانية، إضافة إلى حشر أعداد كبيرة منهم في زنازين ضيقة ورطبة وسيئة التهوية، إلى جانب حرمانهم من الزيارة، مشيرا إلى هاشم حجر وهو أبرز ضحايا هذه الانتهاكات والتي رفضت جهات الاعتقال بالسماح له بتلقي العناية الطبية بالرغم من توجهات القضاء ومناشدات المنظمات الحقوقية، والذي توفي في آخر ديسمبر من العام الماضي.
إلى ذلك أكدت مصادر موثوق بها لـ«النداء» أن اللواء علي محسن الأحمر -قائد المنطقة الشمالية الغربية- كان متواجداً داخل جامع بن سلمان لحظة تفجير الدراجة النارية المفخخة عقب صلاة الجمعة الماضية. وأفادت بأن بعض مرافقيه أصيبوا بجروح خطيرة وأسعف أحدهم إلى العاصمة.
علي محسن الأحمر كان متواجداً داخل جامع بن سلمان عند الانفجار الحوثي يؤجل لقاءه مع لجنة الوساطة إلى أجل غير مسمى
2008-05-08