حنايا - هدى العطاس
لقد جدولت السياسة نمط حياتنا. السياسة بمعناها الإجرائي المتمثل في نظام الحكم وظلاله على مساحات الواقع وتبعات السلوك السياسي وتفريخاته داخل منظومة الفعل اليومي في الشارع اليمني. الشارع بمعناه المفتوح والمحال على قنوات تعدد الفعل وتنوعه. السياسة المأزومة وإفرازاتها المعتلة تدحرجنا محشورين داخل قمع مختبرها الصدئ يضيق خناقه علينا. أوليس حري بنا مدفوعين بالحاجة والضرورة، البحث عن مخارج من قمع السياسة الخانق هذا، وخلق بدائل فعل ومظاهر حراك إيجابي يوازي
لقد جدولت السياسة نمط حياتنا. السياسة بمعناها الإجرائي المتمثل في نظام الحكم وظلاله على مساحات الواقع وتبعات السلوك السياسي وتفريخاته داخل منظومة الفعل اليومي في الشارع اليمني. الشارع بمعناه المفتوح والمحال على قنوات تعدد الفعل وتنوعه. السياسة المأزومة وإفرازاتها المعتلة تدحرجنا محشورين داخل قمع مختبرها الصدئ يضيق خناقه علينا. أوليس حري بنا مدفوعين بالحاجة والضرورة، البحث عن مخارج من قمع السياسة الخانق هذا، وخلق بدائل فعل ومظاهر حراك إيجابي يوازي هيمنة الإفراز السياسي القبيح، بدائل جمالية تفلتر الواقع من شوائبه وتهيئه لتحقق أبهى.
دار بخلدي ما سبق وأنا في طريقي لحضور حفل تدشين مشروع بناء مكتبة وطنية عامة في العاصمة صنعاء من قبل الهيئة العامة للكتاب. تبدت تصاميم المشروع وفقا للماكيت المصور من الضخامة والأبهة بما يرفع سقف التفاؤل والتوقعات بوجود مشروع، بل فنار، يؤلق الكتاب ويحقق له حضوره، ويعيد للقراءة مكانتها، ويموضع الثقافة في موقع مهم وأفق جديد خاصة إذا عني المشروع (المبنى) بمشمول الفعل الثقافي المقرون بحركة الكتاب في معناها الموسوعي ومايتبعها من عمليات تحرك ما سكن من الفعل الثقافي، مراعيا ومرتبطا بحراك القراءة والقراء.
في كل بلاد العالم تعد المكتبات العامة عناوين يفهم منها وجهة الحضور الثقافي والعلمي والتعليمي في مجتمع ما، ويقاس عليها مدى التجذير الحضاري في هذا المجتمع أو ذاك. وما انفك راصدو التاريخ يستشهدون بتاريخ الكتب والمكتبات للتدليل على المكانة المتقدمة لحضارة أو شعب ما.
وفي السياق أعلاه أتذكرني مزدهية ومستغرقة بدهشة اكتشاف فضاء قرائي ثري، محمولة بموعد أسبوعي كنت أضربه لنفسي للذهاب إلى المكتبة الوطنية في عدن التي كانت حينها تمثل لي ولمجايليَّ من هواة القراءة وكنا وقتها كثر، شريانا يمدنا بذخائر الكتب وكنوز المعرفة،... مكتبة عدن التي تداعى حالها الآن، وآلت إلى مبنى خرب مهمل، يندر أن يؤمه زائر. وما أقسى هذا المصير على ذاكرة أجيال كانت عضوية المكتبة الوطنية في عدن من بين أهم وثائقه الشخصية... وحديثنا.... ممتد.
hudaalattasMail
حنايا
2008-04-03