مشائخ يتعهدون بمنع الحوثيين من القتال في مناطقهم مقابل وقف القصف الجوي والمدفعي.. توقف أعمال الإغاثة الإنسانية..
* الصليب الأحمر: أعمال الإغاثة لم تجمد، واللجنة حالياً تقيّم أعمالها في صعدة
بشير السيد
قالت مصادر محلية في صعدة أن المواجهات في معظم المناطق الجنوبية للمدينة تدور حالياً بين أتباع الحوثي ورجال القبائل من أبناء تلك المناطق بعد انسحاب الجيش إثر خلاف نشب بين بعض مشائخ صعدة والقيادات العسكرية.
وأضافت المصادر أن قوات الجيش انسحبت من تلك المناطق المأهولة بالسكان بعد اتفاق جمع قيادات المحافظة والجيش بعدد من مشائخ صعدة الذين شكوا من التدمير الواسع وسوء تصرفات المتطوعين من رجال القبائل المنضوين تحت ألوية الجيش كما اشتكوا من الخراب الذي طال القرى والمزارع وأدى إلى تشريد الآلاف، حيث تشير التقديرات الأخيرة إلى وجود (40) ألف نازح.
وحسب مصادر مطلعة فإن شكاوى المشائخ قوبلت باحتجاج من القيادات العسكرية والأمنية بالمحافظة التي قالت إن دخول قوات الجيش إلى المناطق جاء نتيجة تساهل المشائخ مع أتباع الحوثي والسماح لهم بتنفيذ عمليات هجومية استهدفت قوات الجيش من داخل تلك المناطق.
وأشارت المصادر إلى أنه بعد أخذ ورد بين الطرفين خلص اللقاء إلى مطالبة القيادات العسكرية والأمنية بتعهدات من مشائخ القبائل بطرد المسلحين من مناطقهم والإبلاغ ومتابعة أبناء المنطقة الذين يقاتلون في مناطق أخرى لإلزامهم بعدم الانضواء في صفوف المتمردين من أنصار "الحوثي".
وحسب المصادر فإن مشائخ القبائل أعلنوا الالتزام بهذا الطلب شريطة أن يحصلوا على مساعدات من الحكومة من الذخائر والأسلحة وأن يتم سحب القوات إلى خارج القرى وأن تتوقف عمليات القصف الجوي والمدفعي.
وحسب مصادر قبلية فإن قبيلة بني النظير تخوض حالياً مواجهات مع أتباع الحوثي وأن قبائل أخرى تتولى حماية مناطق: بني معاذ، وآل عمار، كما دخلت قبائل مديرية قطابر على خط المواجهة لضمان بقاء الناس في مساكنهم والحفاظ على ممتلكاتهم.
وفي مدينة ضحيان لا يزال الوضع فيها على ما كان عند انسحاب قوات الجيش إلى الجزء الشرقي منها والاعتماد على وحدات نوعية في مكافحة الإرهاب تابعة للأمن المركزي بغرض السيطرة تدريجياً على بقية أحيائها التي كان الحوثيون يتمترسون فيها.
إلى ذلك قالت مصادر مطلعة إن قوات "العمالقة" ما تزال حتى الآن هي القوات الوحيدة التي تنفذ غارات جوية على عاصمة مديريتي غمر ورازح اللتين يسيطر عليهما أتباع الحوثي بهدف تضييق الخناق على أماكن تواجدهم في تلك المناطق المحيطة بهما منعاً لوصول أي إمدادات لأتباع الحوثي هناك.
وأوضحت المصادر أن أتباع الحوثي بدأوا بتسيير أمور الحياة في مديريتي رازح وغمر وقاموا بإطلاق العديد من السجناء وقدموا خدمات مجانية للمواطنين الذين أصبح من المتعذر وصول الخدمات إليهم خصوصاً الطبية والعلاجية مع استمرار عمليات القصف الجوي والمدفعي.
وكانت قافلة إغاثة تابعة للصليب الأحمر تعرضت لإطلاق ناري كثيف الخميس الماضي، وهي في طريقها إلى مخيم باقم المحادد للسعودية وأسفر عن اصابة إثنين من فرق العمل الانساني.
وأفادت مصادر في الهلال الأحمر أن جهود الإغاثة توقفت منذ ذلك الحادث إلى حين وجود ضمانات كافية من طرفي القتال بعدم التعرض للعاملين في الغوث الانساني.
لكن "إيمان العنقر" الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن أكدت لـ"النداء" أن اللجنة لم تجمد أعمال الإغاثة في صعدة، وأنها تقوم حالياً بعملية تقييم لنشاطها في المناطق النائية في شمال صعدة.
وقالت إن الصليب الدولي قلق على حياة المدنيين النازحين والعاملين في العمل الانساني, وأشارت إلى عدم وجود أي معلومات حول الدوافع التي تقف وراء حادثة الاعتداء على قافلة الاغاثة.
وترددت أنباء غير مؤكدة عن اتصالات غير معلنة تتم حالياً بين الرئيس علي عبدالله صالح ووسطاء محليين بهدف إنهاء المواجهة بالطرق السلمية بموجب الإعلان الذي صدر عن مجلس الدفاع الوطني في الشهر الأول من الحرب، وبعد تصريحات النائب يحيى الحوثي التي أعلن فيها استعداد أتباع أخيه عبدالملك وقف القتال والجلوس على طاولة الحوار وترحيبه بمساعي الوساطة.
***
مدراء عموم الصحة والتعليم والزراعة بصعدة في أحاديث خاصة لـ«النداء»
قال إن الخدمات الصحية توقفت في المديريات التي يسيطر عليها الحوثيون..
مدير عام الصحة بصعدة ل: "النداء": هناك نقص في الأدوية وانتشار الأمراض والأوبئة
قال مدير عام الصحة والسكان بمحافظة صعدة عمر مجلي إن نقصاً في الأدوية بالمخازن وانتشار الأمراض ابرزها التهابات الجهاز التنفسي.
وأشار مجلي في حديث لـ"النداء" إلى أن العديد من المديريات التي استولى عليها أتباع الحوثي توقف فيها عمل المراكز الصحية وتعرضت للعبث.
بشير السيد من "النداء" هاتف الدكتور عمر مجلي وناقش معه العديد من القضايا الصحية في محافظة صعدة وكانت هذه الحصيلة:
> إلى أي مدى تأثر القطاع الصحي بالمواجهات المسلحة بين الجيش والحوثيين؟ وما هي المشاكل التي تواجهونها؟
- القطاع الصحي مثل بقية القطاعات تأثر بالوضع الراهن، ونحن نعاني من مشكلة في الإمداد الدوائي للمديريات نظراً للظروف الأمنية، وتقطع الطرقات الذي أعاق توصيل الأدوية من مخازن مكتب الصحة إلى الوحدات والمراكز الصحية في المديريات، أيضاً تسببت هذه الأوضاع في إعاقة الكثير من المرضى عن الوصول إلى المستشفيات الرئيسية بالمحافظة، خاصة أولئك الذين يحتاجون إلى فحوصات تخصصية لا توجد في المرافق الصحية في المديريات وهذا يتطلب منا تكثيف الجهود والخدمات في المراكز الصحية بالمديريات والعمل على مدار الساعة.
> سمعنا أن عدداً من المراكز الصحية أغلقت، هل يمكن تسميتها؟ وما سبب إغلاقها؟
- المراكز المغلقة هي في مديريات: باقم ، مجز، حيدان، دماج. فيما مركز مديرية غمر يعمل بصورة طفيفة بعد أن سيطر المتمردون (الحوثيين) على المديرية، وكذلك مركز مديرية قطابر فهو شبه مغلق بعد أن عبث به المتمردون.
ونحن نضطر لإغلاق المراكز الصحية عندما نشعر أن حياة العاملين فيها معرضة للخطر، وأيضاً للحفاظ على أجهزة وأثاث المركز.
> هل تعانون من نقص في الأدوية؟
- بالتأكيد نحتاج لمزيد من الأدوية، وطالبنا وزارة الصحة بتزويدنا بها. ومخازن الأدوية لدينا تشهد تناقصاً مستمراً، وتحديداً الأدوية المتعلقة بالاسعافات الأولية والطوارئ الخاصة بالجرحى والمصابين، فقد زاد استهلاكها خلال المواجهات المسلحة ضعفين (200%) عن الأوضاع الطبيعية، خاصة أن دور القطاع الخاص طفيف جداً لعدم قدرته على توفير الاحتياجات.
أيضاً نعاني من نقص الأدوية الأساسية بعد نزوح الأسر من مناطقها والمبيت في مخيمات مزدحمة، وانتشار الأمراض بينهم.
> هل هناك أمراض وبائية ظهرت في مخيمات النازحين؟
- لا يوجد مرض وبائي معين، ولكن ظهر في المخيمات أمراض التهاب الجهاز التنفسي، فضلاً عن الإسهالات عند الأطفال، ونحن بحاجة إلى أدوية تغطي النقص الغذائي للأطفال، الذين بدا عليهم الضعف والشحوب، وأدوية خاصة بالأمراض المعدية وغالبيتها أمراض جلدية.
> ما مدى جاهزية المستشفيات والمرافق الصحية في المحافظة؟
- أولاً لدينا في مركز المحافظة مستشفى السلام، والمستشفى الجمهوري وطاقتهما الاستعيابية تصل إلى 130 سريراً، ويقدمان الخدمات العلاجية، واستقبال الجرحى والمصابين من الجنود لعمل الإسعافات الأولية قبل نقلهم على طائرات إلى مستشفيات العاصمة لتلقي مزيد من العناية والعلاج التخصصي، بالإضافة إلى تفريغ المستشفيات أولاً بأول لاستقبال حالات جديدة ولدينا 8 مستشفيات و14 مركزاً صحياً، ثمانية منها تقدم خدمات طبية عالية المستوى، فيما 4 مراكز مغلقة، واثنان العمل متعثر فيهما، ولدينا 57 وحدة صحية، جميعها تعمل ما عدا ست وحدات مغلقة.
ويصل طاقم مكتب الصحة في المحافظة إلى 620 موظفاً (إدارياً وفنياً) ثلاثة منهم متغيبون منذ اندلاع الحرب (رعاية ، صيدلية، مختبر)، وكانوا يعملون بمركز رازح.
> هل لديكم إحصائية بالقتلى والجرحى، المدنيين أو العسكريين، أو المتمردين، الذين وصلوا إلى المستشفيات.
- لا توجد إحصائية دقيقة، وانحصر دورنا في استقبال الحالات ومعالجتها. وتقديري أن عدد الجرحى المدنيين الذين تلقوا العلاج في المستشفيات الحكومية بصعدة يتراوح ما بين (250 – 350) حالة تقريباً.
أما العسكريون المصابون فإن جهات أمنية تشرف على كشوفاتهم. فيما مصابو المتمردين لا يتلقون العلاج في المرافق الحكومية. وقد يكون هناك متمردون يقصدون المراكز الصحية ولكن متنكرين.
***
مدير عام مكتب التربية والتعليم بصعدة لـ«النداء»:
تعطيل التعليم في ثلاث مديريات والطلاب يعانون من حالة نفسية
قال مدير مكتب التربية والتعليم بصعدة أن العملية التعليمية متوقفة في مراكز مديريات: قطابر، غمير، ورازح، وأن المدارس مغلقة جراء المواجهات العسكرية بين الجيش وأنصار الحوثي.
وأشار ناجي الغيلي في تصريح لـ"النداء" إلى أن المناطق التي تعمد "الحوثيين" التمترس فيها واتخاذ المدارس مواقع للتحصن هي التي تأثرت فيها العملية التعليمية، وهو ما يعزوه إلى تأخر عملية الحسم للمواجهات، حسب قوله.
الغيلي الذي نفى توقف العملية التعليمية كلياً في محافظة صعدة قال أن العديد من المدارس مستمرة في عملها.
وفيما يخص الطلاب الذين ينزحون من مناطقهم قال الغيثي: "لقد تم استيعابهم في المدارس الواقعة في المناطق الآمنة». لافتاً إلى توجيهات تربوية بتمكين الطلاب من أداء امتحاناتهم رفقة زملائهم في المدارس التي التحقوا بها، معرباً عن قلقه إزاء الحالة النفسية التي يعاني منها الطلاب جراء الأوضاع.
الغيثي في تصريحه أكد وقوع ضحايا في صفوف الطلاب والمدرسين؛ كون الحوثيين لا يفرقون بين أهدافهم، حد قوله. وقال: «لا توجد إحصائية دقيقة لعدد الضحايا ولكن حادثة مقتل المدرس أمين أحمد المحفلي من أبناء محافظة تعز دليل على همجيتهم».
كما أشار في تصريحه إلى تضرر العديد من المدارس، فضلاً عن تأخر تنفيذ مشاريع معتمدة للعام الحالي بتكلفة ملياري ريال، وتعطيل الأنشطة التربوية، وتوقف الزيارات التوجيهية جراء المواجهات العسكرية.
***
مدير عام مكتب الصحة بصعدة لـ«النداء»:
غالبية المزارعين لجأوا إلى مخيمات النازحين
كشف عبدالله راجح، مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة صعدة، أن غالبية المزارعين هجروا مزارعهم وفرّوا إلى مناطق أخرى بسبب الأوضاع الأمنية. مضيفاً أن النسبة الأكبر من المزارعين انتقلوا إلى محافظاتهم، في حين لجأ مزارعو صعدة إلى مخيمات النازحين. مشيراً إلى أن أكثر من 400 خيمة نصبت في باحة مكتب الزراعة بالمحافظة وتقطنها أسر مزارعين.
وأكد راجح في تصريح هاتفي إلى «النداء» أن المحاصيل الزراعية: الفرسك، الرمان، التفاح، الخيار، والعنب، ستشهد ارتفاعاً كبيراً في أسعارها، موضحاً أن صعدة كانت تغطي 85٪_ من احتياجات بقية المحافظات من هذه المحاصيل.
وقال إن المزارعين أُصيبوا بانتكاسة كبيرة، وصفها بالكارثة، وإن ما نسبته 80٪_ من المزارع مهجورة لعدم قدرة المزارعين على زراعتها جراء الأوضاع الأمنية، وانقطاع سبل النقل في الطرقات؛ ما أعاق نقل الديزل والمدخلات (بذور وأسمدة... إلخ).
راجح عبر عن قلقه من توقف عملية تصدير المحاصيل (الرمان، والتفاح) إلى البلدان المجاورة، بعد أن شهدت عمليات التصدير عبر منفذ طلح علب تعثراً في كثير منها.
وقال: «إذا لم تحسم المشكلة خلال هذه الاسابيع ستتوقف عملية التصدير نهائياً».
وكشف عن تلقي مكتب الزراعة بلاغات عن قيام المتمردين (الحوثيين) بتفجير منازل المزارعين النازحين، مستشهداً بحادثة السبت الماضي: «قام المتمردون بنسف مزرعة الضميد (10 هكتارات مربعة) تابعة لمكتب الزراعة في المحافظة، وهدم سورها وتفجير بوابتها وأخذ حارس المزرعة معهم بعد طردهم أسرته».
وأفاد أن أوضاع المزارعين تزداد سوءاً، وأن عدداً كبيراً من المزارع أُتلفت، وأن تنفيذ مشاريع الزراعة والري (5 سدود و27 حاجزاً مائياً) توقف العمل بها.
مشائخ يتعهدون بمنع الحوثيين من القتال في مناطقهم مقابل وقف القصف الجوي والمدفعي.. توقف أعمال الإغاثة الإنسانية..
2007-05-09