تستطرد صديقتي الناشطة في المجتمع المدني وهي تروي لي يوم هجمت عليهم النمور: "ذهبنا ونحن محمولون بالسلام وبكثير من المحبة ومهجوسون بالثقة في من نطمع مقابلته ، وفجأة إذ نحن محاصرون بالعسكر (النمور), هكذا سمعنا قائدهم ينادي على النمر رقم واحد ورقم اثنين، والكلام مازال لصديقتي: "ففهمنا للحظة أننا وقعنا في قفار تتناهبها الوحوش، وحينما رجع لنا وعي اللحظة تيقنا اننا لم نكن سوى امام قصر الرئاسة المكان الذي قصدناه عنوة وقد أعلنا قبلا عن نوايانا في الصحف ووسائل ألاعلام نحن جماعة المنتميون إلى حملة وقف الحرب في صعدة ".
بكثير من الآمال وبأعلام تخفق بحرصها على اليمن واليمنيين وبشعارات تدعو لوقف النزيف ورتق الجرح توجهت مجموعة الناشطات والناشطين إلى قصر الرئاسة لمقابلة الرئيس ورفع مطالب سلمية لاتبعد عن ما يردده الخطاب الوطني في مسعاه لحقن الدم وانهاء الحرب وارساء السلام بين اطرافها،... وقبل أن يموضعوا خطواتهم امام بوابة القصر التي حري بها أن تكون مفتوحة امام الشعب غير انها موصدة بالعساكر المدججين بالعنف، يحجبون الأبراج المشيدة وقاطنيها، الذين يوجب الاستحقاق الرئاسي عليهم أن يقابلوا رعاياهم ويستمعوا إلى مطالبهم،..بوغت الناشطون بالعسكر بكل ماتأتى لهم من عنجهية و(هيلا بيلا)قاموا بطردهم من امام مبنى الرئاسة وسوقهم كالبهائم الشاردة من حيث أتوا. و حمدا لله أنه لم يزج بهم في السجن بتهمة النوايا الحسنة.... ويتبادر السؤال الملتبس بالمفارقة: لماذا لم يقابل الرئيس هؤلاء الناشطين؟ أليسوا طلاب وساطة سلمية؟ مثلهم مثل اللجان المشكلة لذلك الغرض؟! ألا يقابل الرئيس لجان الوساطة والتفاوض؟ ألا تقف مساعي الطرفين على نفس الخط الأفقي، أم أن لجان الوساطة مدفوعة الأجر وبالتالي مضمونة، بينما المواطنون مشكوك فيهم ولا أمل في إثبات براءتهم في نظر السلطة؟!
قبل أن أسمع من صديقتي حكاية الشحططة والجرجرة والعنت الذي تعرضوا له كان يحدوني التفاؤل ودائما ما أردد على الزملاء والزميلات عند اشتداد ازمات واقعنا التي لاتنتهي ولا يظهر لها انفراج، أردد لم لانتوجه إلى الرئاسة ونعتصم مطالبين أن يسمعنا الرئيس وهو لن يتوانى عن سماعنا وأخذ مطالبنا بعين الاعتبار, أليس رئيسنا؟ ووجوده الجدلي لا يكون إلا بنا. تخيلوا حاكما دونما شعب، فليحكم الطين والحجارة والكلاب الضالة،... كذلك قلتها لأيادي المتسولين التي تمتد نحوي في الجولات والأرصفة: اذهبوا امام دار الرئاسة سيستمع الرئيس لشكواكم... هل أبدو بذلك مثالية أم ساذجة أم حالمة؟.... حديثنا...ممتد