حصر وإدارة النفايات الصلبة في اليمن.. مشكلة بيئية ومالية متنامية
- السيدة ليا زيجارت *
سوف تشهد محافظة الضالع وضواحيها اضافة الى منطقة بركانية فيها، حملة تنظيف غير عادية. ففي الخامس من يونيو من هذا العام سوف يقوم المئات من اطقم المساعدة بتحدي المنطقة الوعرة في حمام دمت لتخليصها من القوارير البلاستيكية والنفايات الاخرى التي تركها الزوار خلفهم مما تراكمت لسنوات.
وبمناسبة اليوم العالمي للبيئة بتاريخ 5 يونيو، تنظم كل من وزارة المياه والبيئة وشركة أروى للمياه المعدنية (شملان) ومجموعة "العالمية" و الصندوق الاجتماعي للتنمية ومحافظة الضالع وصندوق النظافة في دمت ومنظمة "سي آي إم" الالمانية وكذلك السفارة الالمانية في صنعاء حملة تنظيف واسعة في حمام دمت. ومن المخطط ان يجري الافتتاح في اليوم المذكور الساعة الحادية عشرة صباحاً إيذاناً ببدء حملة تنظيف مكثفة وفي الوقت نفسه توعية السكان المحليين لمدة ثلاثة ايام.
"نحن سعداء بالمبادرة التي اطلقتها السفارة الالمانية، والمساعدة الطوعية التي عرضتها شركة اروى للمياه المعدنية (شملان) ومجموعة "العالمية" و الصندوق الاجتماعي للتنمية ومحافظة الضالع وصندوق النظافة في دمت ومنظمة "سي آي إم" الالمانية، للمساهمة في حملة تنظيف حمام دمت"، هذا ما عبر عنه معالي المهندس عبد الرحمن الإرياني وزير المياه والبيئة.
"ان النفايات التي ترمى بصورة غير قانونية اصبحت منظراً مألوفاً في اليمن، وتحديداً تلك المتناثرة على جوانب الطرق والوديان والسواحل، وهي تشكل خطراً كبيراً على الصحة العامة والبيئة، ونحن فخورون بمشاركة تلك الهيئات في الحملة"، يقول الوزير.
يعد حصر وادارة النفايات الصلبة في اليمن مشكلةً بيئيةً وماليةً متنامية في اليمن، إذ ليس بوسع غالبية المجالس المحلية السيطرة على النسبة المتزايدة من النفايات في مدنهم. وقد وصلت هذه المشكلة اضافة الى المشاكل المرتبطة بها نسباً لا تعد ولا تحصى، ولا يمكن حل هذه المشاكل الا اذا قامت الحكومة ومنظمات المجتمع المدني بالانضمام الى الجهود المبذولة وتولي المسؤولية الملقاة على عاتقهما.
وفي هذا الاطار، ينبغي ان تكون ادارة النفايات المستدامة فعالة في المحافظة على البيئة، وان تكون مقبولة من المجتمع وغير مكلفة من الناحية الاقتصادية. ويكمن التحدي اليوم في كيفية خلق استراتيجية تضم كافة العوامل الثلاثة الآنفة الذكر، لقد اصبحت إدارة النفايات اليوم أكثر صعوبة وموضوعاً بارزاً في اليمن في السنوات الاخيرة. ويحاول المهتمون بمسائل النظافة جاهدين متابعة النمو السكاني والتنمية الاجتماعية والاقتصادية وتاثيرهما على الصحة العامة والسلامة البيئية، كما ان المهتمين بإدارة النفايات محبطون من تدهور مستويات التنمية والاستثمار واداء الخدمات التي تؤثر على رضا الجمهور والنفقات على حد سواء. "ان نقص الوعي يزيد من تدهور الوضع، ومع ذلك تعد الادارة الناجحة للنفايات حاجة اساسية لكل مواطن"، يؤكد وزير المياه والبيئة.
"إنني سعيد بأن شركات مثل أروى للمياه المعدنية ومجموعة "العالمية" وافقت على الفور على دعم حملة تنظيف حمام دمت، ان مثل هذه الاشارات الايجابية من القطاع الخاص تعكس الاهتمام بالوضع المتعلق بانتشار النفايات في الوقت الحاضر في اليمن، يجب ان ينظر الى النفايات على انها في الوقت نفسه مصدر يتمتع بمزايا اقتصادية تستقطب الاهتمام، فعلى سبيل المثال، تعتزم المانيا تنفيذ ما يسمى "دائرة مغلقة للمادة"، ويفهم من ذلك ان النفايات يمكن ان تبقى في اطار حلقة الانتاج والتوزيع والاستهلاك الاقتصادي، ويمكن استخدامها كبديل عن بعض المواد الاولية"، يقول السفير الالماني فرانك ماركوس مان. "كما انني سعيد بأن المانيا ملتزمة منذ سنوات عدة في مساعدة الحكومة اليمنية في مجال ادارة النفايات، حيث قامت المانيا بتمويل عدد من مشاريع التوعية الناجحة".
ويقول السيد عبد الوهاب المجاهد المسؤول في الصندوق الاجتماعي للتنمية: "إن مشاركة المجتمع تدحض مقولة أن إدارة التخلص من النفايات تعد مسؤولية الحكومة الخالصة. ان النفايات التي تترك في الاماكن العامة يجب ان لا يفهم منها انها خطر على الصحة العامة فحسب، انها في الوقت نفسه مسؤولية كل فرد في المجتمع. ان بيئة نظيفة ستساعدنا في تحسين الظروف المعيشية في اليمن". "من اجل ضمان استدامة هذا الجانب، يجب ان لا يشمل فقط المحافظة على البيئة، بل ايضا مراعاة التأثير الاقتصادي والعوامل الاجتماعية على حد سواء،على سبيل المثال توفير فرص عمل. ويعتمد اقتصاد حمام دمت على السياحة والزراعة، الا ان الوضع الحالي للنفايات لا يخدم هدفنا المتمثل في تشجيع السياحة في بلدنا، لذا فان من المهم بمكان دعم هذه الحملة، كما ان مجموعة "العالمية" تعتزم تنفيذ حملات مماثلة في في المدن والمواقع التاريخية في اليمن لتوعية المواطنين حول اهمية هذا الموضوع. وهذا يبين بوضوح مدى اهمية التخلص من النفايات وكافة النواحي المضرة بالحياة البشرية، وذلك في اطار اهتمامات مجموعة "العالمية" التي تهدف الى الترويج لليمن في العالم"، يقول السيد جمال عمر، المدير العام لفنادق "العالمية".
ان معرفة المواطنين والرغبة في تخصيص الوقت والجهد للقيام بحملات التنظيف وتقليل نسب النفايات يجب ان يتم تعزيزها. حتى في الاماكن التي تتوافر فيها حاويات لرمي النفايات، فان هناك سلوك عاماً لساكني المناطق للتخلص من النفايات في اقرب مكان يجدوه، كقنوات التصريف او المناطق المحيطة بتلك الحاويات. يبدو ان هناك نوعاً من النقص في وعي المجتمع، حيث أن السكان مستعدون لرمي النفايات حتى في الأماكن التي تخص جيرانهم، دون التفكير بعواقب ذلك على أفراد المجتمع الآخرين وعلى البيئة.
وكما يقول السيد جميل مرشد، المدير العام لشركة اروى للمياه المعدنية، فإن شركة اروى للمياه المعدنية سعيدة بأن تكون جزءاً من هذه الجهود الفريدة الرامية الى تشجيع المبادرات البيئية، وسواء تمت المحافظة على حمام دمت خالياً من النفايات او زيادة الوعي البيئي، فإن الجميع ينبغي ان يفكروا في البيئة وان يثقوا بشراكة المجتمع. نشعر بان هذه الحملة سوف تساعد على إقامة اتصال مباشر مع المواطنين المتأثرين بانتشار النفايات لغرض زيادة الوعي لمساعدة اجيال الحاضر والمستقبل على دعم ادارة النفايات من اجل بيئة نظيفة وصحية تستقطب الاهتمام من خلال دعمنا جميعا لمثل هذه الحملات".
يتطلع المشاركون الى تنفيذ حملة ناجحة، ويشكر السادة الوزراء ومحافظ الضالع مرة اخرى كافة المشاركين الذين ساهموا في خروج هذه الحملة الى النور, وهم يرحبون في الوقت نفسه بأي شريك يود الانضمام الى الحملة لاستعادة جمالية هذه المدينة.
----------------------------
* استشارية في وزارة المياه والبيئة
حصر وإدارة النفايات الصلبة في اليمن.. مشكلة بيئية ومالية متنامية
2006-05-31