الرجل البرلماني الحقوقي والإنسان الدكتور عبدالباري عبدالله دغيش، درس في قريته في الحجرية، والثانوية في عدن، والدكتوراه في ألمانيا الديمقراطية، طب عام. وجه محبوب من الجميع، يتمتع بالكفاءة والسمعة الحسنة والسيرة العطرة وحبه للجميع.
في الدورة الانتخابية ٢٠٠٣-٢٠٠٩ ترشح الدكتور عن الدائرة ٢٨ الشيخ عثمان، ونجح كمستقل. مددت الدورة أكثر من مرة. كانت مواقف الدكتور متميزة وصادقة، ترأس فريق القضايا الخاصة والعدالة الانتقالية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وكان شديد الانتقاد لمواقف الأحزاب من قضايا العدالة الانتقالية، وهي من أهم وأخطر القضايا في تحقيق المصالحة الوطنية والمجتمعية لتجنب دورات الحروب والعنف، ويتبنى قضية العدالة الانتقالية إلى جانب موقفه ضد "الأقلمة" التي كان لها الدور الكبير في تفجر الحروب، وفي الحالة التي وصلنا إليها.
البعض من النواب لهم مواقف مشهودة، ومنهم -على سبيل المثال- الصحفي عبدالحبيب سالم الذي استقال عندما شعر بأن المجلس مسخر لنزوات السلطة التنفيذية وأهواء الرئيس علي عبدالله صالح.
في الحوار الوطني الشامل كان لعبدالباري دغيش مواقف رائعة في مواجهة الأحزاب الرافضة للعدالة الانتقالية، والتي يريدها كل طرف لصالح مظلمته فقط، وسلاحًا في مواجهة الطرف الآخر كاستمرار للصراع، في الحرب.
برز دور النواب الأربعة البررة أحمد سيف حاشد، وعبده بشر، وعبدالباري دغيش، وعبده ردمان، لهؤلاء الأربعة دور مجيد في الدفاع عن القضايا، وحضور أنشطة المجتمع المدني والدفاع عن الحريات العامة والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير وضد الفساد والاستبداد ومع أمن البلاد وسلامتها.
مواقف أحمد سيف حاشد في اجتماعات المجلس ومواقفه مثار الإعجاب، ومتابعة رسائل وكتابات الأستاذ النائب عبده بشر من أهم بيانات كشف الفساد ونقد المفسدين وتتبع المخالفات والانتهاكات بدقة وموضوعية.
كان الفقيد الدكتور عبدالباري دغيش واحدًا من وجوه المجتمع المدني، وكان حضوره الدائم في ساحات الاحتجاج المدني في ثورة الربيع العربي، من أزكى المواقف، ويمتلك حسًا وطنيًا رفيعًا وانتماءً ديمقراطيًا عميقًا وحبًا للحرية والحياة والناس.
فرحم الله الفقيد الدكتور عبدالباري دغيش، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.