يضحكني تفاني عدد من كارهي المقاومة - اقول كارهي وليس ناقدي المقاومة الفلسطينية ورافضي بعض تكتيكاتها وتحالفاتها ووسائلها وأدواتها وخطابها الايديولوجي) في البحث عن أية آثار تثبت عدم وطنيتها وتطرفها. من ذلك القول باخوانية حركة مقاومة كأنما المقاومة حق حصري ايديولوجيا، او تبعيتها لدولة غير عربية (إيران ) او صلة مزعومة لها بالأجهزة السرية في تل ابيب وواشنطن ولندن.
لا مانع، عند هؤلاء، من إثارة الحمية القومية لدى الطيبين فتكون العروبة هي ضحية عدوين أبديين هم الفرس واليهود (ليس حكم الملالي في طهران والصهيونية في تل ابيب). لا عجب ان يتحول الليبرالي وداعية الحريات ونصير حقوق الانسان، في لحظة فقدان التركيز، إلى قومي شوفيني "يجوهر" الإيراني واليهودي مختزلا تاريخ مديد وافكار وتجارب إلى محض عدوين أبديين ل"العربي الصالح"!
في غمرة "الجاهلية" الجديدة والابتذال باسم "التنوير" يغدو الحق في المقاومة وحق الشعوب في تقرير المصير محض هرطقة يرددها المقاوم (الإسلاموي) في فلسطين في هيئته "الإسلامية" ومن معه من اليساريين والقوميين السذج! لحظتها فقط يحضر عبدالله القصيمي ومقولته الكاشفة؛ فالعربي يمكن أن يبتذل لكنه "لا يمكن أن يكون ملحدا"!